mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: الفضيلة ليست مظهرا خارجيا الإثنين 26 يوليو 2010 - 2:43 | |
| حياة الفضيلة والبر-7- الفضيلة ليست مظهرا خارجيا بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث
وطني 25-7-2010
"كل مجد ابنة الملك من داخل" (مز45) الداخل والخارج قال السيد الربملكوت الله داخلكم لو17:21 أي في داخل العقل والقلب,في المشاعر والنيات والأحاسيس وطبعا إذا ملك الله في الداخل فمن الطبيعي أن تظهر ثمار ذلك في التصرفات الخارجية. أما البر الذي من الخارج فقط ,فقد يكون رياء! الكتبة والفريسيون كانوا يظهرون من الخارج أنهم أبرار.. ولكنهم كانوا مرفوضين من الرب وقد وصفهم بأنهم مراؤون ووبخهم قائلاإنكم تنقون خارج الكأس والصحفة وهما من الداخل مملوءان اختطافا ودعارةويل لكم إيها الكتبة والفريسيون المراؤون.لأنكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة..مت23:27,25. إذن المهم هو البر الداخلي,ومن أجله قال الرب: يا ابني أعطني قلبكأم23:26 أعطني قلبك أولا,فأسكن في داخلك في مشاعرك,في أعمالك وحينئذ,ونتيجة لذلك سوفتلاحظ عيناك طرقيوهذه نتيجة طبيعية إذا ما اعطيتني قلبك.فالخير يبدأ داخل القلب والفكر وهكذا قال القديس بولس الرسولتغيروا علي شكلكم بتجديد أذهانكم؟ رو12:2 وما معني تجديد الذهن؟معناه أن ينظر الإنسان إلي الأمور بنظرة جديدة باقتناع آخر ,وحينئذ سوف يتغير شكله ولا يشاكل هذا الدهر أي لايصير شكله مثله لذلك شرح الرسول الطريق السليم بقوله:لاتشاكلوا هذا الدهر,بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم رو12:2 فجعل تغيير الشكل الخارجي نتيجة طبيعية لتجديد الذهن أي للتجديد الداخلي. وفي هذه الحالة أن تعرض الإنسان لحرب روحية من الخارج فإن محبته لله وللخير التي هي داخل قلبه ستجعله قويا ينتصر علي كل حرب خارجية ويرفض أفكار العدو.الحرب الخارجية تعرض لها الكل,حتي المسيح!وهو علي جبل التجربة قدم له الشيطان ثلاثة أفكار .ولكنه رفضها جميعا ورد عليها,لأن البر الداخلي لايتفق معها وهكذا الأبرار في كل جيل.ما أكثر الحروب التي تعرض عليهم من الخارج ,ولكن برهم الداخلي يرفضها كالإغراءات الكثيرة التي عرضت علي الشهداء قبل استشهادهم ورفضوها..وكالحرب الروحية التي تعرض لها يوسف الصديق وكانت تلح عليه كل يوم ولكن بره الداخلي رفضها ,قائلا في تعجبكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطيء إلي الله؟!تك39:9 ونحن حينما نقول البر الداخلي,لانقصد مطلقا أعمال البر الخارجية. فقد يفعل الإنسان البر رياء ,كالكتبة والفريسيين وفي داخله حب الخطية أو قد يفعل البر خوفا من انتقاد الناس أو خوفا من عقوبة المجتمع أو عقوبة القانون ..وليس من أجل محبة الله ومحبة الخير.أو قد يعمل الخير مجاراة وتقليدا لتيار في المجتمع وهو غير مقتنع من الداخل وربما وهو محرج لا يستطيع أن يقول:لا.. إذن الفضيلة ليست في عمل الخير,إنما هي أصلا في محبة الخير. محبة الخير في القلب,حتي لو كانت هناك موانع تعوق التنفيذ عمليا لذلك فالأب الكاهن فيأوشية القرابينيصلي طالبا البركة لأولئك; الذين يريدون أن يقدموا لك,وليس لهم.فيأخذون البركة علي مجرد النية أو الرغبة الخارجية ,بدون الممارسة الخارجية ما دام هناك عائق يمنع ذلك... والله تبارك اسمه هو وازن القلوبأم21:2ووازن الأرواحأم16:2ويكافيء علي البر الداخلي,الذي في داخل القلب والروح ويعرف مدي صدقه ومدي التزامه إذا أتيحت الفرصة.. والإنسان البار,تحاربه الخطايا من خارج فقط.لأنه من الداخل بار.وقوي ورافض للخطية. أما الإنسان الضعيف من الداخل,فأمامه حربان: 1- إما أنه يسعي إليه بنفسه إلي الخطية. 2- أو إذا سعت إليه الخطية,لايرفضها ولايقاومها إن أتته الخطية تجد بيته مزينا وفارغامت12:44.فتستريح فيه إن قلبه مثل البيت المبني علي الرمل الذي إذا نزل المطر,وجاءت الأنهار وهبت الريح,وصدمته,يسقط ذلك البيت ويكون سقوطه عظيمامت7:27. هناك إنسان ضعيف من الداخل,وإنسان آخر يتسبب في إضعاف نفسه. إنسان ضعيف من الداخل ويحاول أن يقوم نفسه ولايعتبر الضعف الذي فيه طبيعة ثابتة ولكنه يحاول أن يغير نفسه ولكن هناك من يلجأ إلي الأسباب التي تؤدي إلي ضعفه أو التي تزيد ضعفه ضعفا. أما الإنسان البار فهو محصن من الداخل مهما صادمته الحروب الروحية لاتقدر عليه فأبوابه مغلقة أمامها كما قيل عن عذراء النشيد: أختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة,ينبوع مختومنش4:12وكما يقول المزمورسبحي الرب يا أورشليم سبحي إلهك يا صهيون,لأنه قوي مغاليق أبوابكمز147 حينما يكون الإنسان قويا من الداخل وقد أغلق أبواب فكره وقلبه أمام كل خطية وكل شهوة هذا يستطيع أن يقاوم إبليس وكل حيله بعكس الضعف في داخله الذي يسقط بسهولة إن لم يكن في نفس الوقت فبعد حين.علي أن الإنسان قد تمر عليه فترات قوة أو ضعف فأحيانا يكون قويا من الداخل ينتصر في كل حرب مهما كانت شدتها وأحيانا يكون في حالة ضعف من الداخل فيسقط وهو نفس الشخص الذي انتصر قبلا مثال داود النبي كان شاول الملك الشرير يطارد داود من برية إلي أخري ومن مكان إلي آخر ويريد قتله بكل السبل وأخيرا حانت الفرصة لداود ووقع في يده شاول وكان نائما وأصحاب داود حرضوه علي قتلة وقالوا له إن الله دفعه إلي يده ولكن داود رفض ذلك بطريقة قاطعة وحاسمة وقالحاشا لي من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي مسيح الرب,فأمد يدي إليه لأنه مسيح الرب هوووبخ داود رجاله1صم24:7,6. ولكن داود حينما كان ضعيفا في الداخل أراد أن يقتل نابال الكرملي:لأنه رفض أن يعطيه طعاما لرجاله في يوم جز الغنم..وأمر داود رجاله أن يتقلدوا سيوفهم وصمم أنه لايبقي لنابال حتي الصباح بائلا بحائط 1صم25:4-22..لولا أن أبيجايل بحكمتها منعته من إتيان الدماء والانتقام لنفسه 1صم25:33. داود هو داود نفس الشخص ولكن هناك فرقا بين حاله في وقت القوة الداخلية وحاله وهو في وقت ضعفه داود في وقت ضعفه في مرة أنقذته النعمة,وفي مرة أخري سقط. أنقذته النعمة حينما أرسلت إليه أبيجايل لتوبخه في حكمة وتمنعه من سفك الدماء,ولكنه سقط في مرة أخري حينما اشتهي بثشبع ,وزني بها وتحايل علي قتل زوجها أوريا الحثي وقتله بحيلة لاتتفق مع المنهج الروحي واستحق لذلك عقوبة من الرب علي فم ناثان النبي2صم12,11 مثال إيليا حينما كان إيليا قويا من الداخل استطاع أن يوبخ آخاب الملك علي سماحه بعبادة الأصنام ,بل استطاع أن يقتل 450 نبيا من أنبياء البعل عند جبل الكرمل1مل18 وفي مرة أخري قال في قوة لقائد الملك أخزياأن كنت أنا رجل الله,لتنزل نار من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين لك2مل1:10وقد كان وتكرر الأمر أما حينما ضعف إيليا من الداخل فإنه خاف من إيزابل وهرب ولما افتقده الرب في هروبه وسأله قائلامالك ههنا يا إيليا..أجاب..نقضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف وبقيت أنا وحدي وهم يطلبون نفسي ليأخذوها 1مل19:14.. وأمره الرب أن يمسح إليشع نبيا عوضا عنه1مل19:16 مثال إبراهيم: لما كان أبونا إبراهيم قويا في إيمانه من الداخل ,بالإيمان وضع ابنه وحيده إسحق علي المذبح ورفع السكين عليه ليقدمه لله محرقة هذا الذي قيل له عنه باسحق يدعي لك نسلإذ حسب أن الله قادر علي الإقامة من الأموات عب11:19,18وبالعكس لما ضعف أبونا إبراهيم في الداخل وخاف من الموت قال عن سارة إنها إخته:لئلا لو عرفوا إنها زوجته يقتلوه ويأخذوها وقال لسارة هذا معروفك الذي تصنعين إلي في كل مكان آتي إليه قولي عني هو أخي تك20:11,13 بالمثل شمشون الجبار كان في بدء حياته قويا جسدا وروحا اختاره الرب قبل أن يولد وكان روح الرب يحركه قض13:25,7ولكن لما ضعف من الداخل وملك الزنا علي قلبه قض 16:1ثم أحب دليلة وملكت عليه,استجاب أخيرا لإلحاحها في معرفة سر قوته كشف لها سره أخيرا لما كانت تضايقه كل يوم بكلامها وألحت عليه حتي ضاقت نفسه إلي الموتقض16:16 وهكذا لما ضعف في الداخل ,استسلم لها,وناله ما ناله بعد ذلك .وقد أتاه الضعف الداخلي عن طريق التدريج أحيانا يكون سبب السقوط من الداخل والخارج معا مثال ذلك ما حدث لأبينا يعقوب:كان محاربا من الداخل بأن ينال البركة كما نال البكورية من قبل بحيلة مع أخيه إذ اشترها منه وهو جوعان ومعيي بأكلة عدستك25:27-34لذلك عندما عرضت عليه أمه حيلة أخري أن يخدع بها أباه وينال البركة,كان ضعفه الداخلي مؤهلا لقبول التحايل لسابق عهده به, ولشهوة قلبه الداخلية لذلك علي الرغم من أنه أظهر شيئا من التخوف إلا أنه قبل أن يخدع أباه وقال لهأنا عيسو بكركتك27:19. آخاب الملك: كان ضعيفا من الداخل ,أمام شهوته في امتلاك حقل نابوت اليزرعيلي فلما أتته نصيحة زوجته الخاطئة إيزابل بحيلة لقتل نابوت وأخذ حقله حينئذ تستجاب أخاب ونفذ الخطة الشيطانية التي اقترحتها إيزابل. كان الداخل والخارج متجاوبان معا. يهوذا أيضا: كان داخله مثقلا بمحبة المال,لذلك لما جاءه إغراء رؤساء الكهنة من الخارج ,استجاب له,وأخذ المال,واتفق معهم علي تسليم سيده. هيرودس الملك: كان محاربا من الداخل بمحبة المديح لذلك لما جاءه تملق الناس من الخارج قائلين له لما تكلمهذا صوت إله لا صوت إنسانأع12:22ابتهج بصوت المديح ولم يرفضه .فضربه ملاك الرب ومات في الحال.بعكس بولس الرسول لما شفي الرجل المقعد في لسترة وقام ومشي ,قام الجميع قائلين عنهإن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إليناوأتي الكاهن ليقدم له الذبائح مع زميله برنابات!!لكن بولس رفض وقال نحن بشر تحت الآلام مثلكم ووبخ الناس ودعاهم إلي الإيمان بالإله الحي..فكانت النتيجة أنهم رجموه حتي ظنوا أنه قد ماتأع14:8-19 الخوف كمثال ليس سبب الخوف باستمرار ,هو عوامل خارجية تسبب الخوف ,فالقلب القوي من الداخل لايخاف والمؤمن بحماية الله لايخاف وقد قال المرتل في مزمور الراعي إن سرت في وادي ظل الموت ,لا أخاف شرا لأنك أنت معيمز23وقال أيضا إن يحاربني جيش,فلن يخاف قلبي وإن قام علي قتال ففي ذلك أنا مطمئنمز27داود لم يخف من جليات ,لأن قلبه المملوء بالإيمان أن الرب سيحبسه في يده,وأن الحرب للرب1صم17:47,46 والشهداء لم يخافوا من الموت,لأن قلوبهم البارة كانت تشتهي أن تلتقي بالرب في الفردوس وكذلك يوحنا المعمدان لم يخف من هيرودس الملك,بل وبخه..لذلك إذا خفت اعرف أن هناك ضعفا في الداخل حاول أن تنتصر عليه,فبطرس الرسول,خاف وهو يمشي علي الماء مع المسيح ذلك لأن إيمانه في الداخل قد ضعف لذلك وبخه الرب قائلايا قليل الإيمان,لماذا شككت؟مت14:31. القلب القوي في الإيمان لاتهزه الشكوك الداخلية لأن إيمانه أقوي من الشكوك وهكذا كان أثناسيوس الرسولي حصنا قويا للإيمان ضد كل شكوك الأريوسية وما استخدمته من فهم خاطيء لنصوص الإنجيل المقدس. لهذا ينبغي علي كل أسرة أن تقوي إيمان أطفالها حتي يستطيعوا بالقوة الداخلية أن يصمدوا أمام كل الشكوك التي يثيرها بعض رجال الفلاسفة أو العلم,أو الملحدون أو بعض الطوائف المنحرفة مثل شهود يهوه والسبتيين وغيرهم. دائما الخارج يضغط ,ملتمسا استجابة من الداخل فإن لم يجد ,تفشل كل حيله فأيوب مثلا لم يستجب... مثال أيوب الصديق: هذا الرجل الكامل,إذ كانم بارا في داخله ,حلت عليه تجارب مؤلمة لم تحدث لأحد من قبله جردته من ماله ومن أبنائه وبناته ومن صحته ومن رأفة أصحابه عليه ولكن إيمانه بالرب لم يتزعزع بل قال عبارته المشهورة الرب أعطي والرب أخذ. فليكن اسم الرب مباركا (أي 1: 21). ووبخ امرأته بقوله لهاتتكلمين كلاما كإحدي الجاهلات,هل الخير من عند الله نقبل,والشر لانقبل؟!أي2:10 في التطبيق العملي: إنسان صائم: قد يبدو من الخارج صائما وهو في داخله يشتهي الأكل ويتحايل علي الطعام النباتي ويتخير ما يكون منه شهيا بعكس دانيال النبي,الذي كان قلبه نقيا في صومه وقد روي في إحدي المرات قائلاكنت نائحا ثلاثة أسابيع أيام لم آكل طعاما شهيا ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر ولم أدهن..دا10:3,2. لذلك ليس الصوم مجرد ممارسة من الخارج ,وإنما في الداخل يكون القلب صائما وتكون النفس زاهدة فلا يكون الصوم شكليا . مثال العفة ليست العفة هي مجرد امتناع الجسد عن الزنا فقد يمتنع الجسد,بينما تكون الروح زانية بشهوتها وهذا ما قصده الرب بقوله فقد زني بها في قلبهمت5:28إذن العفة الداخلية هي نقاوة القلب من شهوة الزنا كذلك الحشمة ليست مجرد أوامر نصدرها من جهة الملابس أو الزينة إنما هي حياء داخلي سواء في أسلوب الكلام أو النظر.ويقول مار إسحق عنالزي الحسن إن الإنسان يكون محتشما حتي وهو جالس في غرفته الخاصة... مثال التسامح ليس التسامح أن تقول للمسيء بلسانك الله يسامحك بينما أنت تفرح إذا انتقم اللهه لك منه!!لأنالتسامحهنا لايكون من القلب وبالمثل ليس أن تسلم علي خصمك أو يصلي الأب الكاهن علي رأسيكما معا وليس هو أن تغفر بل بالحر أن تنسي. Not only to forgive,but rather to forget. | |
|