mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: حياة الفضيلة تتبرهن بالاختبارات الإثنين 11 أكتوبر 2010 - 15:10 | |
| حياة الفضيلة والبر"18 حياة الفضيلة تتبرهن بالاختبارات بقلم قداسة :البابا شنودة الثالث وطني 10-10-2010
لابد من اختبارات يجتازها كل شخص لكي يثبت أنه فاضل بالحقيقة إن نجح في تلك الاختبارات التي تقيم بها شخصيته وتتحدد بها أبديته ودرجته في تلك الأبدية. قد تكون فترة الاختبار قصيرة بالنسبة إلي البعض. يوحنا المعمدان مثلا ربما فترة خدمته كانت حوالي سنة أو ربما أزيد قليلا ولكنه عبر فيها عن نجاح هائل في الخدمة وتواضع وإنكار ذات وشجاعة وقد اكتفي الله بفترة الاختبار القصيرة هذه وأخذه إليه وهو في سن الثانية والثلاثين تقريبا. نفس الوضع بالنسبة إلي فترة اختبار القديسين مكسيموس ودوماديوس اللذين انتقلا إلي الفردوس في شبابهما وكذلك القديس ميصائيل السائح الذي وصل إلي درجة السياحة وهو في حوالي الخامسة عشرة من عمره كانت فترة اختبار قصيرة ولكنها كافية.. كافية للتعبير عن نوعية الشخصية وروحانيتها وجهادها ومدي المحبة الكائنة في القلب من نحو الله.أيتساءل أحد ويقول لماذا يارب تأخذ مثل هذه النفوس الطاهرة في هذه السن المبكرة؟فيجيب الرب:لقد نجحوا في اختبارهم ويكفي هذا الجهاد.وبالمثل الاختبار الذي تم بالنسبة إلي بعض الشهداء والمعترفين. لقد تم اختبار إيمانهم وثباتهم فيه واحتمالهم من أجله ربما في أيام أو شهور وكان ذلك يكفي انتقلوا بعده إلي الفردوس علي إنه بصفة عامة نقول بالنسبة إلي اختبار الناس: إنه تؤخذ الحياة كلها للاختبار وليست مجرد فترة منها لأن البعض قد تمر عليه فترة ضعف مثلا ولكنها لاتدل علي طبيعة حياته كلها وإنما هي فترة فتور أو سقوط استقام بعدها ونما في النعمة.وربما تكون فترة البداية سيئة مثل أوغسطينوس أو موسي الأسود أو مريم القبطية ولكن تدخل التوبة وتغير مجري الحياة كلها..ولذلك قال الرسول انظروا إلي نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم عب13:7. إن الله يأخذ الحياة في جملتها وبخاصة في نهايتها.. لأنه في اختبار الإنسان يعطيه فرصة لتصحيح مسلكه أو فترة للنمو ولا يأخذه فجأة في ساعة ضعف طارئة..!وكل إنسان اجتاز الاختبار بما في ذلك أبوانا الأولان اختبرهما الله بوصية تبدو بسيطة أنهما لايأكلان من ثمرة معينة وهذه الوصية تبين مدي طاعة الإنسان ومدي التزامه بالوصية ونوعية القلب أمام الإغراءات والشهوة والحروب الخارجية.المهم ليس في نوع الاختبار إنما في موقف الإنسان منه. آدم وحواء اختبرا بالامتناع عن ثمرة أما أبونا إبراهيم فكان اختباره أصعب أن يترك أهله وعشيرته وبيت أبيه ويخرج وهو لايعلم إلي أين يذهبعب11:8. وكان الاختبار الأصعب من ذلك لطاعة أبينا إبراهيم هو تقديم ابنه محرقة للربتك22:2,1. يوسف الصديق وداود اختبرا بالنساء.. واحد منهما كان أعزب وضغطت عليه الحرب من الخارج بشدة ومع ذلك نجح في الاختبار. والثاني كان متزوجا وله عدد كبير من الزوجات ومع ذلك فشل وأضاف إلي خطيته مع المرأة خطايا أخري تبعت ذلك.ولعل البعض يسأل :لماذا سمح الله أن يدخل داود في اختبار يعرف مقدما أنه سوف يفشل فيه؟ نقول أن هذا السقوط كان سببا لانسحاق داود واتضاعه حيث بكي طول عمره بسبب هذه السقطة وبلل فراشه بدموعه مز6واتضع بسببها كثيرا وانتفع روحيا.ونقول أيضا أن الله لم يجرب داود بذلك.وكما يقول القديس يعقوب الرسوللايقل أحد إذا جرب:إني أجرب من قبل الله..ولكن كل واحد يجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته..يع1:14,13وكذلك لم يجرب الله يوسف بامرأة فوطيفار إنما شر هذه المرأة كان اختبارا له..إن ظروفا معينة قد تحدث في حياة إنسان وتكون اختبارا له..وقد يأتي الاختبار من حسد الشياطين وحيلهم. وحدث ذلك في قصة أيوب الصديق حينما اشتكي عليه الشيطان وطلب أن يقع في يديه مدعيا أنه إن زالت نعمة الله عنهفإنه في وجهه يجدف عليهأي1:11. وما أكثر الاختبارات التي يقع فيها الإنسان نتيجة لحروب الشياطين ومؤامراتهم. وقد يأتي الاختبار بسبب مضايقات من البشر. ربما تعيش امرأة مع زوج قاس متعب وتصرخ إلي اللهيارب لماذا تتركه يتعبني هكذا؟!وقد تكون إجابة الربمثل هذا الزوج هو اختبار لاحتمالك..وإن نجحت في الاحتمال إما تكسبين الرجل أو علي الأقل تنالين أكاليل.والأكاليل هي إحدي منافع الاختبارات..وعلي رأي أحد القديسين الذي قاللايكلل إنسان إلا إذا انتصر ولا ينتصر إلا الذي حارب. نفس الوضع نقوله بالنسبة للتلميذ أو طالب العلم,توضع له اختبارات وهذه تبين نوع عقليته وذاكرته وجهده في تحصيل العلم وبناء عليه يكافأ بالنجاح أو التفوق. وفي كل مناحي الحياة ومجالات العمل نجد اختبارات لكفاءة الإنسان ومقدرته وفي السماء يأخذ الإنسان الأكاليل المعدة للغالبين كما ورد ذلك في كل رسالة من رسائل الرب إلي الكنائس السبع. وقد سجل ذلك في سفر الرؤيارؤ3,2. والاختبارات هي تقييم لحياة الإنسان وعمله وروحياته. تبين صلابته أو ليونته قوته أو ضعفه فإن فشل ينطبق عليه قول الوحي الإلهي وزنت بالموازين فوجدت ناقصا دا 5:27وهذا واضح في مثل البيتين.. البيت المبني علي الصخر اختبرت صلابته الرياح والأمطار هبت كلها عليه فلم يتزعزع وظل ثابتا بعكس البيت المبني علي الرمل لما صدمته الرياح وسقطت عليه الأمطار سقط وكان سقوطه عظيما هذه الرياح والأمطار كانت اختبارا للبيت أظهرته علي حقيقته.والله يعرف حقيقتنا دون أن يختبرنا فلماذا الاختبار إذن؟وما حكمته؟علي الأقل بهذا الاختبار يعرف الإنسان ذاته وإن سقط يعرف ضعفه وإن عوقب لايشتكي علي عدل الله ونما يقول مع اللص اليمين نحن بعدل جوزينالو23:41وأيضا إذا عرف ضعفه يتضع ويحترس ويدقق فيما بعد وقد يكون اختبار الشخص الناجح درسا لغيره إن الله كان يعرف قدرة أيوب علي احتمال الاختبار فسمح بذلك لكي يعطي به درسا للأجيال به نطوب الصابرين يع5:11وكان السيد المسيح يعرف تماما قدرة المرأة الكنعانية علي سماع كلمة صعبة متي15:26وإنها ستنجح في الاختبار فسمح بذلك وقال لها بعد إجاباتها المنسحقة عظيم هو إيمانكوصارت بإجابتها درسا لنا. طرق للاختبار 1- قد يختبر الإنسان بنقطة ضعف فيه:الشاب الغني كان يحفظ الوصايا منذ حداثته وكان يشتاق إلي الحياة الأبدية ويسعي إليها وعلي الرغم من هذا كانت فيه نقطة ضعف وهي محبته للمال وقد اختبر في هذه النقطة بالذات اذهب وبع كل مالك وأعطه للفقراءمتي19:21فمضي حزينا وفشل في الاختبار.. ابحث إذن:ماهي نقطة الضعف التي فيك التي تسقطك؟ 2- وقد يختبر الإنسان بأخذ شيء منه:مثال ذلك أن يطالبك الرب بالعشور وبالبكور ويري هل تدفع أم لا وهل تتحايل علي الأمر؟وهل تعتذر بأسباب أو علي الأقل هل تؤجل؟وما هو مدي التزامك بالوصية؟ وقد يختبرك بيوم الرب,هل تحفظه وتعطي وقتك للرب؟ 3- وقد يختبر الإنسان بالأمراض:كما حدث في تجربة أيوبأي2وكما حدث بالنسبة إلي بولس الرسول الذي قالولئلا أرتفع من فرط الإعلانات أعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليطمئني لئلا أرتفع2كو12:7ويري الله هل الإنسان يحتمل أم لا؟هل يقبل أم يتذمر؟ 4- وقد يختبر الإنسان بعدم استجابة الصلاة كما صلي بولس الرسول من أجل أن يخلصه الله من هذه الشوكة التي في الجسد وقالإلي الله تضرعت ثلاث مراتومع ذلك استبقي الله هذه الشوكة في القديس بولس وقال لهتكفيك نعمتي2كو12:9,8ولم يتذمر هذا القديس. 5- وقد يختبر الإنسان بتأخر الله عليه!!أقصد ما يظنه هذا الإنسان تأخرا ويختبر الله هذا الإنسان ماذا يفعل؟هل يلجأ إلي الطرق البشرية مثلما لجأت سارة إلي هاجر لما تأخر حبلهاتك16:2ومثلما لجأت رفقة إلي حيلة بشرية لخدع إسحق حتي يمنح البكورية ليعقوب تك27أم إن الإنسان لايتعبه التأخر ويستمر في اللجاجة مثلما فعل إيليا النبي,لما صلي من أجل سقوط المطر,فلم يستجب الرب إلا في الصلاة السابعة 1مل18:44إذ استمر في صلاته ولم ييأس. 6- وقد يكون الاختبار بالاضطهاد أو سوء المعاملة: كما اختبرت الكنيسة بعصر الاستشهاد الذي استمر من عهد نيرون إلي حكم ديوقلديانوس أكثر من 250 سنة باقسي ألوان التعذيب وصمدت الكنيسة في هذا الاختبار,ونجحت فكوفئت بمرسوم ميلان سنة .313أما عن سوء المعاملة فهو اختبار يحدث في محيط المجتمع أو الأسرة أو العمل في جو الرؤساء أو الزملاء ويري به معدن الإنسان. 7- وقد يكون اختبار إنسان عن طريق العتاب أو الصراحة: فهناك أشخاص لايحتملون العتاب ويثورون وينفعلون وأشخاص لايحتملون الصراحة ويعتبرونها اتهاما أو إهانة وتظهر طبيعتهم التي كانت تخفيها عبارات المجاملة أو المديح ولذلك قال أحد أصحاب أيوب لهإن امتحن أحد كلمة معك,هل تستاءأي4:2 8- والإغراءات هي اختبار آخر للإنسان سواء كانت إغراءات جسدية أو مالية أو خاصة بالمناصب والألقاب أو أية شهوة أخري يتعرض لها الإنسان والشهداء لم يحاربوا بالتعذيب فقط وإنما بالإغراءات أيضا وانتصروا في تلك الاختبارات. 9- لذلك فإن النجاح والعظمة هي اختبار للإنسان هل يرتفع قلبه إن نجح في حياته؟وهل يتعالي علي غيره؟وهل يفقد تواضعه ويبقي كما هو..كما قال أحد الأدباء عمن ينجح في هذا الاختبار أنهيكبر دون أن يتكبر ويحتفظ بثباته في وثباته وقد فشلت هاجر في هذا الاختبار فلما صار لها ولد بل مجرد حبلت صغرت مولاتها في عينيهاتك16:4 10- المواهب أيضا اختبار للإنسان: أولا كيف يستخدمها :هل في الخير أم الشر؟كالذكاء مثلا والجمال والفن ..وثانيا هل يرتفع قلبه بها؟كما حدث أن التلاميذ في بعثتهم التبشيرية الأولي فرحوا بإخراج الشياطين وقالوا للرب حتي الشياطين تخضع لنا باسمكفوبخهم قائلا لاتفرحوا بهذا..لو10:20,17إن موهبة الألسنة كانت اختبارا لكثيرين.هل يستخدمونها لبنيان الكنيسة1كو14:5لتبشير الأمم الذين لهم لسان آخر..أم يرونها مجالا للظهور وللافتخار والمجد الباطل؟ 11- من الاختبارات التي تتعرض لها البشرية التمدن الـ Modernism فهم في زحمة التهافت علي التجديد يحتقرون كل ما هو قديم من عرف وتقاليد بل من تراث عظيم مجيد ويريدون أن يجددوا كل شيء بتحطيم كل التخم القديمةأم22:28ويدخل التجديدحتي في اللاهوتيات والعقائد. 12- يدخل الاختبار أيضا في المحبة: وكما قال القديس يوحنا الرسوللا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق1يو3:18. إن بطرس الرسول قال للسيد المسيح:أن شك فيك الجميع فأنا لا أشك ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكركمتي26:35,33ولكن لما اختبرت محبته أنكر وجدف وقاللا أعرف الرجل متي26:74وبنفس الوضع تختبر الطاعة إذا تلقي الإنسان أمرا لا يوافقه. لأنك أن تلقيت أمرا يوافق رغبتك وأطعته ربما تكون قد نفذت رغبتك وليس الأمر الصادر إليك أما إذا تلقيت أمرا ضد رغبتك فهنا تظهر الطاعة وإذا غيرت رغبتك بسبب الأمر ورأيت إن العكس هو النافع لك,تكون قد ارتفعت من مستوي الطاعة إلي التسليم. | |
|