mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: يعقوب أبو الآباء وملاحظات علي قص الإثنين 21 مارس 2011 - 2:47 | |
| شخصيات الكتاب المقدس (6)
يعقوب أبو الآباء... وملاحظات علي قصة زواجه
بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
وطني 20-3-2011
التقي يعقوب براحيل ابنة خاله عند البئر.إنه البئر الذي كان الرعاة يستقون منه لغنمهم وكان علي فم البئر حجر كبير,فينتظر الرعاة إلي أن يجتمعوا, فيدحرجوا الحجر عن فم البئر,فلما رأي يعقوب راحيل ابنة خاله قادمة مع غنمها تقدم ودحرج الحجر عن فم البئر,وسقي غنم لابان خاله تك29:10,3لقد ذكرت المرأة السامرية بئر أبينا يعقوب في حديثها مع السيد المسيحيو4:12.إذن فهو بئر له تاريخ وشهرة. ولاشك أن أبانا يعقوب ظهرت قوته حينما زحزح الحجر عن فم البئر وسقي الغنم. وهناك قبل يعقوب راحيل, ورفع صوته وبكي, وأخبرها أنه أخو أبيها, وأنه ابن رفقة تك29:11. الحجر: أحجار مهمة في حياة يعقوب يذكرها لنا الكتاب:الحجر الذي كان تحت رأسه, ومنه ارتفع سلم إلي السماء, وقد صب علي هذا الحجر زيتا, ودعا المكان بيت إيل أي بيت اللهتك28:19,18وهو يذكرنا بحجر الأساس الذي نضعه لكل كنيسة.والحجر الثاني هو الحجر الكبير الذي دحرجه عن فم البئر, وكان بدء العلاقة بينه وبين راحيل وأبيها لابانتك29:10. والحجر الثالث هو الذي أوقفه عمودا,ليكون شاهدا بينه وبين لابان فلا يتجاوز أحدهما هذا الحد إلي الآخر, وذلك عندما فارق يعقوب لابانتك31:45-52. أما الحجر الرابع, فهو تأكيد للحجر الأول, بعد أن ظهر له الله في بيت إيل فنصب يعقوب عمودا من حجر, وسكب عليه سكيبا وصب زيتا, ودعا اسم المكان الذي فيه تكلم الله معه بيت إيلتك35:15,14ولعل هذا يعني التصاقه ببيت الله في ذهابه وفي عودته. أخو أبيها: قال يعقوب لراحيل إنه أخو أبيهاتك29:12بينما أبوها لابان كان خالهتك29:10فماذا يعني ذلك؟لقد كانوا يستعملون عبارةأخللدلالة علي صلة القرابة الشديدة القرب كالعم والخال.ولذلك نري أن لابان بعد أن قابل يعقوب وقبله في بيته, وصار يعقوب يرعي غنمه, أن لابان قال لهالأنك أخي تخدمني مجانا؟!أخبرني ما أجرتك؟تك29:15بينما لم يكن أخاه, وإنما ابن اخته رفقة... ونفس التعبير قيل عن العلاقة بين إبرآم ولوط قيل في سبي سادوموأخذوا لوطا ابن أخي إبرآمتك14:12وقيل بعد ذلك فلما سمع إبرآم أن أخاه قد سبي, جمع رجاله المدربينتك14:14بينما أن لوطا كان ابن هاران أخيهتك11:31بنفس التعبير ذكرت الأناجيل عبارة:إخوة المسيح, ولم يكونوا إخوته وإنما كانوا أولاد خالتهمريم زوجة كلوباوانظر في ذلك كتابنااللاهوت المقارن ص100 إلي ص102. زواج يعقوب: * أولا كان زواجا مبنيا علي حب, وهذه الحقيقة تكررت كثيرا في قصة يعقوب وزواجه. فقيل وأما راحيل فكانت حسنة الصورة وحسنة المنظر, وأحب يعقوب راحيلتك29:18,17وأيضا قيل عنه إنه أحب راحيل أكثر من ليئةتك29:30ولأنه أحبها, طلبها من أبيها أن تكون له زوجة, فقال له أبوها أعطيك إياها, أحسن من أن أعطيها لرجل آخر, أقم عنديتك39:19 إن الزواج المبني علي الحب والمودة,أعمق بنيانا وأكثر دواما. ولا نعني بالحب علاقة شهوة جسدية, بل نعني به تعلق القلب بالقلب, في مودة وتفاهم, وفي توافق فكر وأسلوب, كما يقول المثل من شروط المرافقة الموافقة؟فاثنان يترافقان معا طوال الحياة, لابد أن تكون بينهما هذه الموافقة لذلك فإن الأب الكاهن قبل إجراء سر الزواج, لابد أن يتأكد أنه بموافقة كل من الطرفين. أما الضغط والإرغام لإتمام الزواج, فإنه من الأسباب التي تدعو إلي بطلان الزواج. * ملاحظة أخري نذكرها, وهي أن أبانا يعقوب خدم لابان سبع سنوات بزواجه من ابنته.فهل كانت هذه هيالشبكةأو ما يسمونه المهر؟المعروف أن الشبكة تعطي للخطيبة وليس لأبيها... مثل هذه الشبكة قدمها لعازر الدمشقي لرفقة في خطبتها لإسحق ابن سيدهأخذ خزامة ذهب وزنها نصف شاقل, وسوارين علي يديها وزنهما عشرة شواقل ذهبتك24:30,22واخرج آنية فضة وآنية ذهب وثيابا وأعطاها لرفقة وأعطي تحفا لأخيها وأمهاتك24:53ولكن ماذا أخذت راحيل, وماذا أخذت ليئة في زواجهما من يعقوب؟لاشيء!! الكل أخذه لابان أبوهما. كل ما في الأمر أنه قدم لكل منهما جارية: زلفة جارية لليئة, وبلهة جارية لراحيلتك29:29,24ولم يكن كريما معهما... ولذلك نري أنه فيما بعد,لما هرب يعقوب من بيت لابان, انضمت إليه زوجتاه, إذ لم تكن لهما مشاعر نحو أبيهما. وقد قالتا في ذلك:ألنا أيضا نصيب وميراث في بيت أبينا؟!ألم نحسب منه أجنبيتين!لأنه باعنا وقد أكل أيضا ثمننا!!تك31:15,14.فما هو الثمن الذي دفعه أبونا يعقوب في زواجه؟خدم لابان سبع سنين بابنته راحيل, فلما خدعه وأزوجه ليئة, خدم سبع سنين أخري بتلك الأخريتك29:30,18أي أنه اشتغل عنده بلا أجر 14 سنة راعيا لغنمه, ثم اشتغل ست سنوات آخر بغنم أعطاها لهتك31:41ما الذي أخذته البنتان من خدمة 14 سنة مجانا, خدمها يعقوب لأبيهما لابان؟لاشيء طبعا.سبع سنوات خدمها براحيل بسبب محبته لها, فلما خدعه لابان وأزوجه ليئة, خدمه بتلك سبع سنوات أخري علي الرغم من أنه لم يطلبها, وقد أقحمها لابان في حياته غشا... وقد قيل عن محبة يعقوب لراحيل :فخدم يعقوب براحيل سبع سنين. وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لهاتك29:20 * تعطينا القصة فكرة عن فترة الخطوبة لقد خطب يعقوب راحيل... ولكنه لم يأخذها زوجة إلا بعد أن أكمل السبع سنوات خدمة. وبعد السبع سنوات قال للابانأعطني امرأتي لأن أيامي قد كملتتك29:21فلعلها أطول فترة خطوبة سمعنا عنها. أضيف إليها أسبوع بعد زواجه بليئة. إذ قال له لابان أكمل أسبوع هذه, فنعطيك تلك... فأكمل أسبوع هذه, فأعطاه راحيل ابنته زوجة لهتك29:28,27. الكبيرة والصغيرة: * ملاحظة رابعة نقولها في قصة زواج أبينا يعقوب وهي:عادة زواج الأخت الكبيرة قبل الصغيرة... كانت راحيل الصغيرة أجمل من أختها الكبيرة ليئة كانت حسنة الصورة وحسنة المنظر, وكانت عينا ليئة ضعيفتين تك29:17 فماذا يحدث إن أحب طالب الزواج الأخت الصغيرة وأرادها زوجة؟هل تقف الكبيرة عقبة أمامها؟وطبيعي أن كل من يأتي ليطلب الزواج- سواء يعقوب أو غيره- سيطلب الصغيرة الجميلة!!وتبقي العبارة التي قالها لابان وهيلا يفعل هكذا في مكاننا, أن نعطي الصغيرة قبل الكبيرة تك29:26فماذا كان الحل إذن؟ الحل هو الخداع الذي قام به لابان, إنه أعطي ليئة علي اعتبار أنها راحيل فخدع يعقوب. ولم يطلب يعقوب بطلان الزواج, وقبل. وعلي الرغم من أنه واجه لابان وقال لهلماذا خدعتنيإلا أنه لعله تذكر أن البركة كان سيقدمها أبوه إ سحق لأخيه عيسو, ولكنه بالخدعة أخذ البركة منه..فكانت هذه هي العقوبة التي نالها نتيجة لخديعته لأبيه... ولو أنها جاءت متأخرة... أما طريقة الخداع في الزواج,فربما كانت هكذا! كانت الزوجة تزف إلي زوجها منقبة, بحيث لايري من وجهها شيئا, ثم يرفع نقابها عندما يدخل بها إلي خيمته. وقد أعطاه لابان ابنته ليئة بعد أن صنع وليمة وكان في المساء, أنه أخذ ليئة ابنته وأتي بها إليهتك29:23ولعل النور لم يكن كافيا في ذلك الزمان وفي الصباح إذا هي ليئة!! صراع الأختين: الضرة هي الضرة, حتي لو كانت أختا وشقيقة, وحسنا اسموها ضرة, ولعلها مشتقة من الضرر. وهذا يرينا بلا شك حكمة التزوج بامرأة واحدة, التي صارت شريعة العهد الجديد,بعد أن تأكد للكل عمليا مشاكل تعدد الزوجات. فماذا حدث لزوجتي يعقوب؟تصارعت الزوجتان, حول محبة الرجل وإنجاب البنين. من جهة محبة الرجل قيل إن يعقوب أحب راحيل أكثر من ليئةتك29:30. في الواقع لست أدري في أسبوع ليئة, أي خلال الأسبوع الأول لزواجها, كيف كان شعورها وهي تعلم أنها مكروهة, وأنها دخلت بخدعة في حياة هذا الرجل, وأنه يقضي معها هذا الأسبوع لكي تعطي له أختها الجميلة راحيل..؟وكيف كان شعور راحيل خلال ذلك الأسبوع, وهي تشعر أنه كان من حقها, وقد ظلمها أبوها, وقدم أختها بدلا منها فاغتصب منها خطيبها؟! وماذا كان شعور يعقوب, وهو مضطر أن يقضي ذلك الأسبوع مع ليئة علي الرغم منه, خاصة بعد أن اكتشف الخديعة في صباح اليوم الأول؟!أكان ذلك أسبوعا طبيعيا بين زوجين؟!لست أعلم.المهم أن هذا الأسبوع الأول الغريب قد انتهي. وعاد يعقوب فأخذ راحيل زوجة له,وجمع بين الزوجتين الأختين, الأمر الذي نهت عنه الشريعة أيام موسي النبي فأمرت بأنهلاتأخذ امرأة علي أختها للضرلا18:18. وهذا تدخل الرب لعمل توازن بين الزوجتين, إن كان لراحيل فضل محبة الزوج, فليكن لليئة فضل إنجاب البنين. وهكذا قيلورأي الرب أن ليئة مكروهة ففتح رحمها. وأما راحيل فكانت عاقرةتك29:31وكانت ليئة تعتقد أن كثرة إنجابها سوف تجذب محبة زوجها لها, كما قالت بعد إنجاب ابنها الأول:الآن يحبني رجليتك29:32. والآن اسمح لي يا قارئي العزيز أن أرجيء صراع هاتين الزوجتين إلي العدد المقبل,إن أحبت نعمة الرب وعشنا.
| |
|