mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: تأملات في سفر نشيد الأناشيد3 الأحد 25 نوفمبر 2012 - 15:38 | |
|
تأملات في سفر نشيد الأناشيد3 السبت 27 اكتوبر 2012 - 12:57 م بقلم : قداسة البابا شنودة Bookmark and Share الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة لله..أما الجسدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم,لئلا يسيئوا فهمه ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية.
الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة لله..أما الجسدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم,لئلا يسيئوا فهمه ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية. أنا سوداء وجميلةنش1:5 هذه العبارة تقولها كنيسة الأمم. التي تعتبر سوداء,لأنها كانت غريبة عن رعوية شعب الله,بلا ناموس,بلا آباء ولا أنبياء,بلا وعود من الله وبلا عهود معه,وبلا معرفة إيمانية بهأف2:12فهي من هذه الناحية سوداء في نظر اليهود.ولكنها تخاطبهم قائلةأنا سوداء يا بنات أورشليم,من جهة نظركم أنتم ولكنني جميلة في عيني الرب.. النفس البشرية الخاطئة هي أيضا سوداء. سوداء من جهة ضعفها وسقوطها ولكنها جميلة بدم المسيح الذي يطهرها من كل خطية1يو1:7فهي تقول أنا سوداء في حالة الخطية ولكن جميلة في حالة التوبة سوداء في حاضري وماضي ولكني جميلة في المستقبل,بالرجاء..أنا سوداء وأنا بعيدة عن الله ولكني أؤمن بقوة الله الذي سوف ينتشلني مما أنا فيه..هو الذي سوف يتوبني فأتوبأر31:18وأصبح جميلة لأن الجمال هو طبيعتي التي خلقت بها كصورة الله علي شبهه ومثالهتك1باعتباري نفخة خرجت من فم الله واستقرت في ترابيتك2. أنا جميلة-كصورة الله-أما الخطية فهي دخيلة علي طبعي. هذه الخطية زحفت إلي من سبب خارجيلأن الشمس قد لوحتنيولكنني جميلة باعتباري أن نعمة الله لابد ستفتقدني في يوم ما.وسيعمل في روحه القدوس ولن يتركني إلي سوادي. لقد كنت سوداء بخطيتي الجدية المورثة ثم تجددت في المعمودية. دخلت جرن المعمودية حيث صلب إنساني العتيقرو6:6ليبطل جسد الخطيةوخرجت من جرن المعمودية بيضاء وجميلة. ثم أسودت بشرتي لأن الشمس قد لوحتني ولكني واثقة أنني سأدخل جرن التوبة حيث يغسلني الرب فأبيض أكثر من الثلجمز50وأصبح جميلة. الله الحنون سوف ينضح علي بزوفاه فأطهر سيخلق في قلبا نقيا وأيضا سوف يجدد روحا مستقيما في أحشائيمز50وبنعمته سوف يردني إلي رتبتي الأولي الجميلة. أنا سوداء لأني في مرحلة من التخليطلبته فما وجدته. ولكني واثقة بالرجاء أني لابد سأجده لو بعد حين وحينئذ سيلقي علي برده فأصبح جميلة مرة أخري. أنا سوداء يا بنات أورشليم البيض الجميلات..ولكن أحذركن. لا تشمتن بي,ولاتهزأن بسوادي كأنه عار. فالرسول يمنعكن إذ يقولاذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم واذكروا المذلين كأنكم أنتم أيضا في الجسدعب13:3كما يقول:من هو قائم فلينظر لئلا يسقطرو11كلكم معرضون أن تلوحكم الشمس مثلي... لقد كانت لي أخت سوداء وصارت جميلة,إنها الأرض! قيل في اليوم الأول إن الأرضكانت خربة وخاوية وعلي وجه الغمر ظلمةتك1:2تلك الظلمة تعني أنها كانت سوداء..ثم قال الله:ليكن نور فكان نورهوصارت الأرض الخربة جميلة وامتلأت بالثمار والأزهار ورأي الله ذلك أنه حسن. وأنا أيضا انتظر اليوم الذي يقول فيه الرب:ليكن نور. فيكون نور... ويري الله النور أنه حسن وأصير جميلة. إنني أعيش برجاء ذلك اليوم لست أعيش في ظلمتي الحاضرة وإلا خنقني اليأس!..إنني بالرجاء أنتظر النور الآتي,أنتظر أن يغسلني الرب,فأبيض أكثر من الثلج إن عبارة أبيض أكثر من الثلجعبارة معزية مملوءة بالرجاء سأعيش فيها. إن كنيسة الأمم عندما قالت أنا سوداء وجميلة,كانت في عمق الإيمان بالخلاص الآتي: كانت مؤمنة بمجيء من يحمل خطايا العالم كله. وعندما قالتأنا جميلةإنما ذكرتني بقول المرتل في المزمور:ارحمني فإني بارمز86وفي قوله هذا لم يتكلم عن بره الذاتي وإنما عن البر الآتي بالدم المسفوك الذي سيطهره فيبيض أكثر من الثلجمتبررا مجانا بالنعمةرو3:24وبنفس الوضع تقول عذراء النشيد عن نفسها إنها جميلة فالرسول يقوللأن جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيحغل3:7أي لبستم البر الذي له. لي أخت أخري كانت سوداء وجميلة هل تعرفنها يا بنات أورشليم؟إنها أورشليم نفسها كما وصفها سفر حزقيال. قال لها الرب وهي مطروحة بنجاساتها علي الأرضمررت بك ووجدتك مدوسة بدمك فقلت لك بدمك عيشيحز16هكذا كانت حالتها وهي سوداء..ثم يقول لها الرب بعد ذلك فمررت بك ورأيتك وإذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك..ودخلت معك في عهد فصرت لي.فحممتك بماءأي بالمعمودية وغسلت عنك دماءك بمغفرة خطاياكومسحتك بالزيتأي بزيت الميرون في سر المسحة والبستك مطرزة وكسوتك بزا أي حريرابسر التوبةوحليتك بالحليبالفضائلفتحليت وجملت جدا وخرج لك اسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليكحز16. هذه هي قصة السوداء التي صارت جميلة, إذ افتقدها الرب. وكان ذلك في زمن الحبأي الزمن الذي رآه الرب مناسبا لإظهار حبه وما أدق عبارةجمالك كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليكإنه جمال من الله وليس جمال تلك النفس إنه بر المسيح وليس برها الذاتي إنه منحة الله للنفس وليس عمل الذراع البشري. نفوس كثيرة كانت سوداء وصارت جميلة. مثل نفوس التائبين جميعا مثل موسي الأسود وأوغسطينوس وبيلاجية ومريم القبطية وأريانوس والي أنصنا واللص اليمين..ولكن هذه النفس لا تقولأنا سوداء وصرت جميلةوإنما تقولأنا سوداء وجميلة. لأنها تعيش بالرجاء فتري المستقبل كأنه قائم أمامها إنها نفس واثقة أنها غاية عند الرب مهما سقطت! هناك نفوس أخري ترونها أنتم أنها سوداء ويراها الرب جميلة! مثال ذلك شاول الطرسوسي المضطهد للكنيسة كم كان سواد هذه النفس في نظر المؤمنين حينما كان يهجم ويقتاد رجالا ونساء إلي السجن أما الرب فنظر إلي نفس شاول السوداء,بل التي كانت جميلة في غيرتها وإن كانت غيرة ليست حسب المعرفة وقال لهصعب عليك أن ترفس مناخس أع9..إنني أغسلك وأنت ترفس الصابون والماء والليف!ومع ذلك سأظل أغسلك إلي أن تبيض أكثر من الثلج فيما تغسل خطاياكأع22:16وبعد أن تبيض سأريك كم ينبغي أن تتألم من أجلي سيرجمونك ويضربونك بالسياط ويسيل الدم علي نفسك البيضاء وأغني لك أنشودتيحبيبي أبيض وأحمر. أنا نفسي سوداء قد أكون مائتة مثل الابن الضال!. أو يقال عنيقد أنتنمثل لعازريو11:39وأيضا بقوله ابني هذا كان ميتا فعاشلو15:24. أنا واثقة من أنني سأخرج من القبر وسأرجع إلي بيت عنيا وهناك سيزورني الرب ومعي مريم ومرثا. أنا نفسي ساقطة ولكنني لست ضائعة... سيمسك واحد من السارافيم جمرة من علي المذبح ويمسح بها شفتي قائلا:قد طهرت قد كفر عن خطيئتك لن تموت..وسيأتي الرب بلقان ويأتيني بمئزر ويغسل قدمي لكي أصير طاهرا كلي كباقي التلاميذ أو كباقي النفوس التي هي مثلي سوداء ويقول ها أنتم الآن طاهرونيو13:10. أنا سوداء وجميلة... الخطية تلطخني من الخارج فقط أما قلبي فهو في داخلي يحب الله! مثل بطرس الذي أنكر سيده ثلاث مرات وسب ولعن وقال لا أعرف الرجلمت26:72ومع ذلك قال للرب بعد القيامة:أنت يارب تعرف كل شيء أنت تعلم أني أحبكيو21:17. الخطية غريبة عني وأنا غريب عنها,إنها سقطة ضعف وليست خيانة! إرادتي في الخارج سوداء أما نفسي من الداخل فهي بيضاء كل ما كان مني من انكار هو نفسي الخارجية الضعيفة السوداء أما الحب الذي في قلبي فهو نفسي الحقيقية الجميلة نفسي الخارجية يلطمها الشيطان فتسود أما قلبي من الداخل فجميل وهذا السواد الخارجي سوف أخلعه حتما سأخلعه الآن وسأخلعه عندما ألبس جسما نورانيا روحانيا لايخطيء 1كو15:49,44جسما لايتصل بالمادة بعد. أنا سوداء وجميلة كخيام قيدار كشقق سليمان وكأنه قيل عني: كنت خلال ذلك أكافح نفسي وأجاهد حتي كأنني اثنان في واحد هذا يدفعني وذلك يمنعني. هذه النفوس المجاهدة التي تحارب حروب الرب فتسقط حينا وتقوم حينا آخر وقد يجرحها الشيطان وقد يشوه بعض أعضائها هي علي الرغم من سقوطها سوداء وجميلة. مهما جرحت في الحرب هي جميلة لأنها لم تلق سلاحها ولم تستسلم نهائيا للعدو ولم تفقد إخلاصها الداخلي للرب مهما جرحت . كلما عاش الإنسان في حياة الاتضاع يجد نفسه سوداء وفي نفس الوقت جميلة! مثل نفس العشار الذي لم يجرؤ أن ينظر إلي فوق...وإنما بانكسار قلب وبخجل قال:ارحمني يارب فإني خاطيءلو18:13حقا إنه نفس سوداء وجميلة ما أعظم وأعمق هذه المقابلة. العشار نفسه سوداء وجميلة والفريسي لم يكن جميلا وهو أبيض نفس أخري كانت سوداء وجميلة هي نفس اللص اليمين علي الصليب!كان لصا ومازلنا نسميه باللص كلمة إلي سواده وكلمة اليمين ترمز إلي بره في المسيح. راحاب الزانية-كذلك اللص-كانت سوداء وجميلة. كانت امرأة مشهورة في المدينة إنها خاطئة ولكن الحبل القرمزي كان يقول إنها أكثر جمالا من كل سكان أريحايش6. كل نفس سوداء أو جميلة تناديكم:لاتحكموا حسب الظاهر. إن الظاهر لايقدم الحقيقة مطلقا.. لما رأي صموئيل النبي البكر ليسيء قالهوذا أمام مسيحه بينما قال الربأنا قد رفضتهوقال لصموئيل لاتحكم حسب الظاهر بينما اختار الرب داود الذي كان يقولصغيرا كنت في بيت أبي,ومحتقرا عند بني أميهذا الصغير هو الذي صار مسيحا للرب وحل عليه روح الرب1صم16. عبارة أنا سوداء وجميلةيمكن أن يقولها كل ضعيف اختاره الرب. فالرب قد اختار تلك النفوس السوداء الجميلةاختار الله جهال العالم ليخري الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الحكماء واختار أدنياء العالم والمزدري وغير الموجود..1كو1:28,27اختار مجموعة من الصيادين ليكونوا رسله واختار موسي الأغلف الشفتين ليكون كليمه واختار الفتي أرميا الصغير ليكون نبيا للشعوب..واختار العشار متي بين الاثني عشر وتوما الشكاك أيضا بينهم إنها نفوس كانت تبدو للكثيرين سوداء في ضعف مكانتها ولكنها كانت في نظر الله جميلة نعم إنه الله الذي قيل عنه: الساكن في الأعالي والناظر إلي المتواضعات. المقيم المسكن من التارب والرافع البائس من المزبلة لكي يجلس مع رؤساء شعبه الذي يجعل العاقر ساكنة في بيت أم أولاد فرحةمز113نعم هذه النفس الخارجة من التراب ومن المزبلة تصلي إليه قائلة في شكر:أنا سوداء وجميلة. أنا ضعيفة أعمل بقوة الله وجاهلة أتكلم بحكمة الله. أنا المزدري وغير الموجود ولكن الله منحني وجودا... في إحدي المرات اختار الله حفنة من التراب مدوسة في الأرض ونفخ فيها نسمة حياة فصارت نفسا حيةتك2وجعلها الله علي صورته ومثاله وإذ صارت كذلك انطبقت عليها عبارة:أنا سوداء وجميلة. ألست تري معي أيها القاريء العزيز أن هذا الموضوع له بقية طويلة؟ نعم,إنه لكذلك. | |
|