mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: تأملات في سفر نشيد الأناشيد5 الأحد 25 نوفمبر 2012 - 15:42 | |
|
تأملات في سفر نشيد الأناشيد5 أنا سوداء وجميلةجنش1:5 السبت 10 نوفمبر 2012 - 01:56 م بقلم قداسة البابا شنودة الثالث Bookmark and Share الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة الله..أما الجسدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم,لئلا يسيئوا فهمه ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية. أنا سوداء يا بنات أورشليم كخيام قيدار كشقق سليمان لاتنظرن إلي لكوني سوداء لأن الشمس قد لوحتنينش1:5-6 أنا سوداءعبارة جميلة تقولها النفس المتواضعة المعترفة بأخطائها لاتجد حرجا من ذكر نقائصها. كلما تعترف هذه النفس بشيء من سوادها يمحوه الله بدمه ولايعود يحسبه عليها. يغسله الرب فيبيض أكثر من الثلج... أنا سوداءتقول ذلك أمام الله والناس وأمام ذاتها . أمام الله:حينما تقولإليك وحدك أخطأت والشر قدامك صنعتمز51وأمام الناس:إذ لاتتفاخر ولاتتباهي وأمام ذاتها:إذ هي نفس منسحقة في الداخل ليست بارة في عيني نفسها... فالنفس البارة في عيني نفسها لايمكن أن تقولأنا سوداء!أمنا حواء لم تستطع أن تقول هذه العبارة ولا أبونا آدم استطاع . أنا سوداء بإرادتي وحريتي وجميلة بمحبة الله التي تطهرني. أنا سوداء لأن الشمس قد لوحتني. الشمس هي شمس البر أي الله تبارك اسمه وكلما تقترب النفس من الله الكلي القداسة الكلي البر تشعر بأخطائها وتري أنها لاشيء.. حتي إن كان لها بر فهو إلي جوار كمال الله يبدو كخرقة الطامث فتصرخ هذه النفس قائلةأنا سوداء..لأن الشمس قد لوحتنيبهاء الله أشعرني بسوادي.. حقا إنه أمام الله يتضاءل الكلالسموات ليست طاهرة أمامه وإلي ملائكته ينسب حماقة..فكم بالأكثر نحن الأذلاء!! إننا إن تأملنا بر القديسين أو الرسل أو الملائكة نجد أننا لسنا شيئا فكم بالأولي إن تأملنا كمال الله وقداسته... هذا الكمال الإلهي غير المحدود قد لوحني فأصبحت أري نفسي في الموازين إلي فوق..ولكني علي الرغم من هذا جميلة لأن الرب سوف يلبسني ثوبا أبيض ويهبني إكليل البر ويمنحني التجلي الذي أعطاه لتلاميذه ويعيد إلي الصورة الإلهية التي خلقت بها وفقدتها... أنا سوداء وجميلةعبارة تصور حالة القديسين الذين إمعانا في الاتضاع-كانوا يتظاهرون بالجهل والتهاون والخبل!! مثل القديسة العظيمة التي كشف سرها القديس الأنبا دانيال التي كانوا يدعونهاالهبيلةوكانت تلقي بذاتها في تراخ وكسل خارج الكنيسة ولاتحضر الصلاة مع الراهبات ولاتقوم أمامهن بأي عمل من أعمال العبادة فإذا نمن كلهن قامت في ظلام الليل وانتصبت أمام الله في صلوات عميقة طول الليل,حتي إذا ما استيقظت الراهبات تتراجع إلي صورة التراخي وتتعرض للاحتقار والمهانة. كانت في نظر الناس سوداء لأنها أخفت برها عنهم لكنها كانت في حقيقتها جميلة وأجمل من الكل. القديس الأنبا رويس كان-في أيامه-يبدو أمام الناس رجلا حافيا يسير وراء جمله بلا لقب ولا وظيفة ولاكهنوت يزفه الأطفال قائلين:المجنون المجنون!!صورته سوداء ولكنها جميلة. ويعوزني الوقت إن سردت قصص القديسين الذين ساروا في هذا الطريق..كأولئك الذين قالت لهن سار: بالحقيقة إنكم إسقيطيون لأن ما عندكم من الفضائل تخفونه!وما ليس فيكم من النقائص تنسبونه إلي أنفسكم! صورة تبدو أمام الناس سوداء وهي في حقيقتها جميلة.. صورة الذين باستمرار يأخذون المتكأ الأخير محتقرين ومرذولين من الناس,وقد ماتت نفوسهم عن المجد الباطل ومحبة المديح. العشار وهو واقف من بعيد في مذلة الخطاة لايجرؤ إن يرفع نظره إلي فوق كانت نفسه في نظر الفريسي سوداء وهي جميلة! كذلك الخاطئة التي بللت قدمي المسيح بدموعهالو7كانت في نظر سمعان الفريسي سوداء!وفي نظر المسيح كانت جميلة.إنها النفس المنسحقة التي تدين ذاتها وهي غارقة في دموعها التي يقول لها الرب:حولي عينيك عني فإنهما غلبتاني. يمكن أن عبارةسوداءتطلق علي حياة الحرمان والتجرد التي يحياها النساك وأشباههم من أجل الرب.. إن لعازر المسكين الذي كان يشتهي الفتات الساقط من مائدة الغني وكانت الكلاب تلحس قروحهلو16قطعا كانت نفسيته تبدو سوداء في نظر الغني وأهل بيته ولكنها كانت نفسا جميلة حملتها الملائكة إلي حضن إبراهيم. فإن كان من احتمل حرمانا وقع عليه بغير إرادته قد حسب أهلا لهذا المجد فكم بالأكثر من يتجرد بإرادته..! أولئك الذين باعوا أملاكهم لتعطي للفقراءوعاشوا في جوع وعطش,وقد خسروا كل الأشياء وهم يحسبونها نفاية لأجل معرفة المسيحفي3ووضعوا أمامهم قول الرسوللاتحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم1يو2:15...لاشك أن حياة أولئك وهي خالية من كل مباهج الدنيا كانت تبدو لغيرهم سوداء!ولكنها كانت حياة روحية جميلة... هكذا الفتاة التي ترفض الملابس الخليعة وما يناسب تلك الملابس من زينة تبدو هذه الفتاة في نظر الأخريات فلاحة ومتأخرة ولكنها جميلة.. إن لنفس البارة التي لاتتشبه بأهل العالمولا تشاكل أهل هذا الدهررو12:2..تستطيع أن تقول لنظائرهاأنا سوداء وجميلة يا بنات أوشليمأنا لا أتمتع بشيء من مباهج الدنيا ولكنني لا أشعر بحرمان!إنما يشعر بالحرمان الشخص الذي يشتهي الشيء ولايناله أما الذي لايشتهيه فهو لايشعر بحرمان بل هو سعيد بما فيه حياته في تجرد جميلة في عينيه. فضيلة التجرد في نظر الناس سوداء وكذلك إخلاء الذات. السيد المسيح أخلي ذاته وأخذ شكل العبدفي2:7وولد في مذود بقر وعاش في بيت رجل نجار فقير ومن أم يتيمة وفقيرة ومن قرية صغيرة ودعي ناصريا نسبة إلي الناصرة التي كانوا يتعجبون أن يخرج منها شيء صالحيو1وهرب في طفولته إلي مصر.ثم عاش لايجد أين يسند رأسه وكانرجل أوجاع ومختبر الحزنأش53:4وأخيرا حكم عليه بالموت واستهزأوا به وصلبوه كفاعل إثم بين لصين.. صورة تبدو سوداء وربما في نظر الناس تمثل المهانة والضعف!ولكنها كانت جميلة تمثل الحب والبذل والفداء وإخلاء الذات. المحبة وهي صاعدة علي الصليب تقول للناس:لا تنظروا إلي لكون صورتي علي الصليب تبدو سوداء في نظركم لأن الشمس قد لوحتني, عملية الإخلاء صبرتني سوداء وكذلك البذل والفداء جعلني كشاه تساق إلي الذبح كنعجة صامتة أمام جازيهاأش53إنها صورة سوداء وجميلة. صدقوني أن قصة التجسد والفداء في هذه العبارة العميقة أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم. هذه الصورة التي حاول البعض أن يتبرأ منها:ملعون من علق علي خشبة.. صارت أبهي وأجمل صورة في الوجود يمجدها ويقبلها الجميع وتزين الناس والأماكن. ولاينظرن إليها لكونها سوداء فإن الشمس قد لوحتها ..وكيف لوحتها؟ لقد غير السيد المسيح موازين العالم غير الإ يديولوجيات التي يؤمن بها الناس وجعل هذه السوداء تبدو جميلة. وهكذا كثير من الفضائل تبدو سوداء وهي جميلة. ربما تبدو أمامك صورة سوداء أن تحول الخد الآخر وتمشي الميل الثاني وتكون دائما مراضيا لخصمك مادمت في الطريق مت5ولكنها صورة جميلة تدل علي نقاوة القلب من الداخل وخلوة من الحقد ومن الرغبة في الانتقام. إن التسامح أكبر وأقوي من الإهانة التي تصدر من شخاص مغلوبين من أعصابهم..! ولذلك فإن الرسول يطلب من الأقوياء أن يحتملوا ضعف الضعفاء رو15:1. قوة الاحتمال تبدو كأنها ضعف وكأنها سوداء وهي جميلة!مثل مياه النيل المحملة بالطمي هي أيضا سوداء وجميلة كذلك فضيلة الصبر فضيلة تبدو سوداء ومرة ولكن ما أجمل الصبر يقول الكتاب من يصبر إلي المنتهي فهذا يخلصمت24. عبارة سوداء وجميلةتنطبق أيضا علي أولئك المظلومين الذين لايدافعون عن أنفسهم ويظهرون كأنهم مذنبون وهم أبرياء! صورة أمام الناس سوداء وهي جميلة وليست فقط جميلة لأنهم أبرياء بل بالأكثر لأنهم لم يدافعوا عن أنفسهم ولم يهتموا أن يظهروا أمام الناس أبرياء! مثال ذلك يوسف الصديق الذي كان في نظر الناس عبدا وقبل الأمر في صمت.. وعلي الرغم من إخلاصه الشديد لسيده اتهمته المرأة ظلما وألقي في السجن كفاجر..بصورة سوداء ولكنها في أعماقها أجمل الصور روحيا. لو دافع يوسف عن نفسه وقت بيعه لأحرج إخوته الذين كانوا يبيعونه ولو دافع عن نفسه في تهمة الزنا لأحرج امرأة فوطيفار وهكذا فضل ألا يحرج أحدا,وليكن هو الضحية وكبش الفداء. صورة جميلة لنفس نبيلة علي الرغم مما فيها من العبودية والظلم. عكس الصورة التي تبدو سوداء وجميلة الصورة التي تبدو جميلة وهي في حقيقتها سوداء. مثل القبور المبيضة من الخارج وفي الداخل عظام نتنةمت23. أما أولاد الله فلا يهمهم الخارج ماذا يكون ليكن أسود في نظر الناس إنما المهم هو القلب من الداخل كما يراه الله الذي قاليا ابني أعطني قلبكمت23:26. إنهم يهتمون بالداخل الذي يراه الله, وليس بالخارج الذي يراه الناس,وهكذا يخفون صومهم وصلاتهم وصدقتهم كما أمر الرب وأبوهم الذي يري في الخفاء هو يجازيهم علانيةمت6. | |
|