mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: حياة التواضع والوداعة-4 الإثنين 4 يوليو 2011 - 15:28 | |
| حياة التواضع والوداعة-4
حث علي الاتضاع واحذر من التواضع الزائف
بقلم قداسة :البابا شنودة الثالث
Watani 3-7-2011
0 في إحدي المرات سأل أحد الإخوة القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة قائلا:قل لنا عن منظر من المناظر التي تراها لنستفيد منهفأجابه القديس:إن من كان مثلي خاطئا لايعطي مناظر ولكن إن شئت أن تري منظرابهيا يفيدك بالحق,فإني أدلك عليه وهو:إذا رأيت إنسانا متواضعا بقلبه طاهرا فهذا أعظم من سائر المناظر,لأنك بواسطته تشاهد الله الذي لايري.فمن أفضل من هذا المنظر لاتسأل يقصد أنه يري في هذا الإنسان صورة الله المتواضع. 0قال القديس أوغسطينوس. أنت تريد أن تحصل علي كل شيء اطلب ذلك عن طريق الاتضاع :لما قالت المرأة الكنعانيةنعم يارب ولكن الكلاب تأكل من الفتات الساقطة من مائدة أسيادهاسمعت قولهيا امرأة عظيم هو إيمانكمت15:27-28. وأيضا لما قال قائد المائةلست مستحقا أن تدخل تحت سقف بيتيقال الربالحق لم أجد ولا في إسرائيل إيمانا عظيما مثل هذالو7:6-9. فلنتمسك بالاتضاع:إن لم يكن لنا حتي الآن,فلنتعلمه وإن كان لنا فلا نفقده. 0 قال أنبا أبراكسيوس: إن شجرة الاتضاع التي ترتفع إلي العلاء هي التواضع وقال أيضا:تشبه بالعشار فلا تدان مع الفريسي. 0 وقال الأنبا أنطونيوس: أحب الاتضاع فهو يغطي جميع الخطايا. 0 وقال الأنبا برمنوفيوس: اقتن الاتضاع,فإنه يكسر جميع فخاخ العدو. 0 وقال الأنبا إشعياء: أحب الاتضاع فهو يحفظك من الخطية. 0 وقال الأنبا باخوميوس: اسلك طريق الاتضاع,لأن الله لايرد المتواضع خائبا لكنه يسقط المتكبر وتكون سقطته شنيعة. احذر من تكبر القلب لأنه أشنع الرذائل كلها. 0 وقال أيضا:كن متواضعا لتكون فرحا لأن الفرح يتمشي مع الاتضاع.. كن متضعا ليحرسك الرب ويقويك فإنه يقول إنه ينظر إلي المتواضعين.كن وديعا يملأك الرب حكمة ومعرفة وفهما لأنه مكتوب أنه يهدي الودعاء بالحكم ويعلم المتواضعين طرقه. 0 وقال أنبا يوحنا القصير: يجب قبل كل شيء أن نقوم بالتواضع لأن هذه هي الوصية الأولي التي قال ربنا عنها طوبي للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السمواتمت5:3. 0 وقال الشيخ الروحاني تسربل يا أخي بالتواضع في كل وقت لأنه يلبس نفسك المسيح معطيه. 0 وقال مار إسحق حب الاتضاع في كل تدابيرك تخلص من الفخاخ التي لا تدرك, الموجودة في كل حين خارج السبل التي يسلك فيها المتضعون. 0 وقال أيضا:لاتلتمس أن تكرم وأنت مملوء من الداخل جراحات أبغض الكرامة فتكرم ولا تحبها لئلا تهان. من عدا وراء الكرامة هربت منه ومن هرب منها بمعرفة قصدته, وأنذرت كافة الناس باتضاعه. 0 وقال أيضا:تواضع في علوك ولا تتعاظم في حقارتك ضع ذاتك وصغر قدرك عند جميع الناس فتعلو علي الرؤساء في هذا العالم. كن أميا في حكمتك ولا تتظاهر بالحكمة وأنت أمي. 0 وقال كذلك:أيها الإنسان الشقي إن أردت أن تجد الحياة تمسك بالإيمان والتواضع لكي تجد بهما رحمة ومعونة وصوتا من الله في قلبك..وإن أردت أن تقتني هذين..تمسك في مبدأ أمرك بالبساطة واسلك قدام الله بسذاجة وليس بمعرفة. 0 وقال الشيخ الروحاني: يقول النبي: الويل للحكيم في عيني نفسه...فكن مثل عبد عند مواليه وليس أخا عند إخوته.. كن الأول في الأعمال التي يرتفع عن عملها غيرك وكن آخر من يرتب الأمور ويدبرها.. ألبس التواضع في كل حين وهو يجعلك مسكنا لله 0 وقال أيضا:كما ينبغي للشاب الصوم والنسك هكذا ينبغي للشيوخ الاتضاع والتنازل لأجل أنه دائما يلصق بهم الظن والمجد الباطل وإلي جهاد النفس يحتاجون أكثر من جهاد الجسد. 0 وقال أيضا:الكنز المخفي في الأرض ما ينقص ولايخاف عليه من السارقين وكنز المعرفة داخل القلب ما تسلبه أفكار المجد الباطل. 0 وقال مار إفرام: كما أن الجسد يحتاج إلي ثوب سواء كان الجو دافئا أو بردا كذلك النفس علي الدوام تحتاج إلي رداء الاتضاع. قنية نفسية هي تواضع العقل.. اختر أن تمشي عاريا حافيا من أن تتعري منه فإن الذين يحبون التواضع يسترهم الرب. 0 وقال أيضا:إذا شاهدت نفسك مكللا بالفضائل وعاليا فيها فحينئذ تحتاج بالأكثر إلي تواضع العقل, لكي تضع أساسا سليما لعملك ويثبت البناء مصانا غير متزعزع. لاتعظم شأن نفسك لأنه ربما توافيك محنة فتوبخ الظانين فيك حسنا.. حب التواضع فإنه سور لاينقب قدام وجه العدو وصخرة مصادمة تكسر حيل الشيطان. 0 قال القديس مقاريوس الكبير: الصوم بدون صلاة واتضاع يشبه نسرا مكسور الجناحين 0 وقال مار إسحق: إذا سلكت في عمل الفضيلة حسنا ولم تحس مذاقه معونتها, فلا تعجب من ذلك لأنه إن لم يتضع الإنسان لن يأخذ مكافأة عمله.. المكافأة ليست تعطي للعمل بل بالاتضاع والذي فقد الاتضاع فقد ضيع تعبه وعمله. 0 وقال أيضا:إن عبرت علي جميع منازل الفضيلة فأنك لن تصادف راحة من تعبك ولا انعتافا من حيل أعدائك إلي أن تصل إلي منزل الاتضاع. 0 قال القديس الأنبا أنطونيوس إن نسينا خطايانا يذكرها لنا الله وإن ذكرنا خطايانا يذكرها لنا الله. لأنك احذر من أن تنسي خطاياك, لئلا تنتفخ وتظن في نفسك الظنون أو تصير بارا في عيني نفسك. وإن حوربت بالبر الذاتي والكرامة فقل لنفسك أنا لا أستحق شيئا بسبب خطاياي.. وإن كان الله من فرط محبته ورحمته قد ستر خطاياي علي الناس ولكنني أعرفها جيدا ولا أنساها لئلا أتكبر باطلا . قال القديس أيسوذورس إن شرف التواضع عظيم وسقوط المتعاظم فظيع جدا وأنا أشير عليكم أن تلزموا التواضع فلن تسقطوا أبدا 0 وقال القديس أوغسطينوس اتضع في إلهك المتضع لكيما ترتفع في إلهك الممجد. احذر من التواضع الزائف ليس التواضع مجرد كلمة إنما هو حياة لها قواعدها الروحية, ولها ارتباط بعدد كبير من الفضائل تكون سببا للاتضاع أو يكون سببا لها..وعلينا أن نتأمل كل هذا ونعرف الوسائل التي توصلنا إلي التواضع ونمارسها, وأولا نعرف التواضع الحقيقي.ونبعد عن التواضع الزائف فكثيرون يستخدمون ألفاظ التواضع وهم بعيدون كل البعد عن روح الاتضاع. وقد يقولون إنهم خطاة ضعفاء ولا يحتملون إطلاقا أن يقال لهم مثل هذا.. وقد ينحنون برؤوسهم أمام غيرهم وقلوبهم لا تنحني أبدا ولا أفكارهم. عجبت ذات مرة حينما قرأت افتتاحية إحدي المجلات القبطية وكان الكاتب يتحدث عن تواضع السيد المسيح أثناء عماده وكيف أنه انحني أمام المعمدان الذي هو أقل منه بما لايقاس.. وذلك لكي يكمل كل بر وإذا بالكاتب يختم مقاله بعبارة أعطنا يارب نحن أيضا أن ننحني أمام من هم أقل منا لكي نكمل كل برمادام هو في أعماقه يعتقد أنهم أقل منه فهل يحسب انحناؤه اتضاعا!!بينما القلب مرتفع عليهم من الداخل ينظر إليهم في استصغار..؟! وهناك قصة رواها يوحنا كاسيان عن القديس سرابيون الكبير: وكيف أن أحد الرهبان الجائلين قد زاره.. فلما دعاه القديس إلي أن يبدأ الصلاة أو التأمل في الكتاب قال إنه غير مستحق.. ولما دعاه إلي الجلوس علي الحصير بدلا من الجلوس علي التراب قال أيضا إنه غير مستحق ثم نصحه القديس أن يثبت في قلايته ولايجول هنا وهناك.. حينئذ لم يحتمل واحمر وجهة مثل السبع فقال له القديس سرابيون ليس التواضع يا ابني أن تلوم نفسك.. ملامة باطلة ..!إنما التواضع هو في احتمالك الملامة التي تأتيك من الآخرين. ولعل حكمة القديس تظهر في أن البعض قد يصف نفسه بأوصاف متصنعة هو لايعتقدها في نفسه أو أنه يصف نفسه بالخطية والضعف لكي يقول الناس عنه إنه متواضع فيكسب بذلك مدح الآخرين!!ولو قيلت عنه هذه الصفات لغضب ولو عرف أن الناس سيصدقون ما يقول عن نفسه من عيب ما كان يقول ذلك مطلقا. أما أنت فليكن لك التواضع الحقيقي باقتناع داخلي صادق أنك كذلك:فيك ما تصف به نفسك من نقص. قال مار إسحق محذرا من اتخاذ ألفاظ الاتضاع وسيلة للكبرياء: إن حقرت نفسك لكي تكرم الرب يفضحك.. وإن أنت امتهنت ذاتك لأجل الحق فإن الرب يتقدم إلي براياه فيمدحونك ويفتحون قدامك باب مجده الذي يتكلم به منذ الأزل, ويمجدونك كالباري لأنك بالحقيقة تكون علي صورته ومثاله.
| |
|