عروسة النشيد اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 5773 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 27/10/2010
| موضوع: حياة التواضع والوداعة ( 29 ) الأربعاء 28 ديسمبر 2011 - 15:37 | |
| حياة التواضع والوداعة ( 29 )
صفات الانسان الوديع
بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
من صفات الإنسان الوديع أنه طيب وهادىء ومسالم:
إنه هادىء فى صوته لايصيح ولايحدث شغبأ ..وهادىء أيضأ فى معاملاته:لا يخاصم ولايقطع صلته بإنسان ولا يحتد على أحد. قيل عن السيد المسيح فى العهدين القديم والجديد إنهدلا يخاصم ولايصيح ولايسمع أحد فى الشوارع صوته.. قصبة مرضوضة لايقصف وفتيلة مدخنة لايطفىءد»دمت) ا : 9 ا ، 0 )< 0 أش) 4 :)، 3 <<. إنه لايقطع رجاء إنسان فلا يطفىى الفتيلة المدخنة ربما تمر عليها ريح بعد عامين فتشعلها . قيل فى لقائه مع إيليا النبى لما كان هاربأ من الملكة إيزابل إنه إذا بريح عظيمة قد شقت الجبال وكسرت المخور ولم يكن الرب فى الر~. وبعد الريح زلزلة ولم يكن الرب فى الزلزلة. وبعد الزلزلة نار ولم يكن الرب فى النار وبعد النار صوت منخفض خفيف..<»> امل 9 ا : ا ا ،) ا <<.
وكان الرب يتكلم..هذا هو صوت الله فى وداعته الصوت المنخفض الخفيف. والإنسان الوديع إنسان هدىء لايرفع صوته أن يد مما يجب ولا يعلو صوته أكثر مما تحتمل الحالة فى الكلام، صوته هادىء غير صاخب،بعكس العنقاء الذين فى كلامهم صخب يتكلمون بصوت عال وبحدة وعنف. .أحيانأ صوتهم يرعب. والودمح :كما أن صوته منخفض كذلك نظره منخفض أيضأ: لايحدق فى أحد،ولا يحملق فى أحد تنطبق عليه عبارة >لا يملأ عينيه من وجه إنسان<< ومادام لايملأ عينيه من وجه إنسان فهو يحتفظ بمعاملات طيبة مع الكل لأنه لايفحص مشاعر الناس بنظراته ولايحاول أن يعرف ما بدواخلهم لأن محاولة معرفة الدوا خل تعكر المعاملات.
غير الودمع يكلم غيره وينظر إلى عينيه أثناء كلامه ليرى هل هو صادق أم لا؟وهل نظراته عكس كلامهدوهل ملامحه عكس كلامه؟وهل هو يبطن غير ما يظهر؟وهل ..وهل..؟مما محعله مشك فه.. أما الوديع فيكون فى سلام مع الناس لأنه لا يفحص ملامحهم وتصرفاتهم. إن تعامل مر أحد لايتناوله بالفحص والتحقيق ولايتناول كل ما يعمله هذا الشخص بتحليل وتدقيق ويصدر أحكامأ عليه. وان جلمر مع أناس يأكلون لاينطر إليهم ماذا يأكلون و~؟وأى ~ يأكلونه؟وما الذى يحبونه أكز من غيره؟وهل يأكلون بسرعة أو بشهوة أوبنهم؟ولا يرقبهم أثنا< ا~ كما لو كان يحصى كم لقمة يأكلونها . إنه هادىء لايفحص أعمال الناس ولايراقبهم ولذلك فهو لايقر كثيرأ فى إدانة الآخرين يقول فى داخله:دما شأنى بذلك؟.<<. فإدانة الآخرين تأتى غالبأ من فحص الآخرين ومراقبتهم. أما الودمع فيقول فى نفسه:دوأنا مالى؟خلينى فى حالى <فعم ما شأنى بكل هؤلاء؟.وما دخلى بتصرفاتهم؟.إن كان السيد المسير قد قال فى إحدى المرا تدمن أقامنى قاضيأ أو مقسمأ؟<ءلو»ا: 4 ادد..فماذا أقول أنا عن نفسى؟.ولماذا أتدخل فى أموو لست مسئولأ عنها؟.ولماذا أقحم نفسى فى أموو ليست من شأنى؟.وهكذا يحتفظ بسلامه الداخلى.
الإنسان الودير يكون دائمأ بشوشأ مبتسمأ لا يعبس فى وجه أحد ولايقطب جبينه ولا نظراته ولا يتجهم ولا يستقر عليه أبدأ رح الغضب أو الضيق له ابتسامة حلوة محببة إلى الناس وملامر مريحة لكل من يتأملها ولاتسمر له طبيعته الهادئة أن يزجر ويويغ وأن يشتد ويحتد بل هو بطبيعته إنسان هادىء وعلامه لين ولطيف وبخاصة إن كان من الخدام أو من رجال الدين. إن قوانين الكنيسة وتعاليم الآبا< تطلب من رجال الدين أن يكونوا بشوشين يتصفون بالحلم والسماحة فير مخاصمير 0 داتى 3:3 دوكذلك سير الآبا< تقدم لنا أمثلة كثيرة للوجه السمر المحب والمحبوب فرجل الدين الذى فى ملامحه سلام يمكنه أن يعط الناس سلامأ أما المتهجم دائمأ فإنه يخيفهم من الدين نفسه. الإنسان الودير يتمتى بسلام داخلى فهو لاينزعي ولا يضطرب مهما كانت الأسباب الخارجية. قد يكون البحر هائجأ والأمواج مرتفعة والسفينة تضطرب فى البحر ذات اليمين وذات اليسار أما الصخرة الثابتة فى البحر فإنها لاتضطرب والجنادل التى فى البحر لاتهتز مهما كان عنف الأمواج.
كذلك الوديع:هو كالصخرة أو الجندل، لايتزعزع مهما كانت الظروف بل فى هاو< يسلم الأمر لله ولا يضطرب.. يقول مع داود النبى فى المزمور:ددإن يحاربنى جش فلن يخاف قلبى وان قام على قتال ففى هذا أنا مطمئن<»>مز 3:27 <<. يقول مار إسحق >من السهل عليك أن تحرك أحد الجبال من موضعه وليسر سهلأ أن تحرك الإنسان الودير عن هد وئه<<. ومهما عومل الوديع:لايتذمر ولا يتضجي ولايشكو بل غالبأ ما يلتمس العذر لغيره ويبرر فى ذهنه مسلكه ولا يظن فيه سوءأ وكأن شيئأ لم يحد~.ولايتحد~ عن إساءة الناس إليه ولا يحزن بسبب ذلك فى قلبه فإن تأثر لذلك أو غضب مرعان ما يزول تأثره ويصفو ولايمكن أن يتحول حزنه إلى حقد.. وقد يثور البعض عليه ويوجه إليه اتهامات أو إهانات ولا يحتد ولاينتقم لنفسه ولايقاوم الشرد مت 5 :« 3 <<. بل قد يصمت فى هاو< ويبتسم فى وجه من يثور عليه ابتسامة بريئة وكأنه ليمر هنا! مما يجعل التأثر عليه يخجل من إهاناته له! هذا الإنسان الودير له أحيانأ طبر الطفل الهدىء المبتسم الإنسان الوديع بعيد عن الغضب حليم واسع الصدر.
إنه لايغضب بسرعة ولا ببطه ولا ينفعل الانفعالات الشديدة ولا تراه أبدأ ثائرأ ولا عصبيأ بل ملامحه هادئة وكما أنه لايغضب فأنه لايتسبب فى غضب أحد. وإن الإنسان الوديع مسالم لاينتقم لنفسه. لايقاوم الشرد«مت 39:5 »<أى لايقابله بمثله وإنما هو كثير الاحتمال لايدافع عن نفسه بل غالبأ ما يدافع الغير عنه مويخين من يسى، إليه بقولهم«ألم تجد سوى هذا الإنسان الطيب لتعتدى عليه؟!»<.
الإنسرن الوديع لايؤذى أحدأ بل يحتمل الأذى من المخطئين ما أجمل ما قيل عن موسى النبى وكان الرجل موسى حليمأ جدأ ألحر من جميع الأس الذين على وجه الأرض ء«>عد 11 : 3 ء<. حتى أنه حينها تتولت عليه أخته مريم ووبخها الله على ذلك وعاقبها فضربها بالبرص..تشفع فيها موسى وهو فى موقف المساء إليه وهسخ قائلأ:د«اللهم اشفها»»«عد) 13:1 »<. ومن الأمثلة الجميلة ما قيل عن وداعة سليمان الملك وسعة صدره إن الله منحه د«حكمة وفهمأ كثيرأ ورحبة قلب كالرمل الذى على شاطىء البحر»«« امل 9:4 )»< والإنسان الوديع طيب سهل التعامل مع الناس
إذا تناقش مع أحد لايجعل المناقشة تحتد وتتعقد بل يبدى رأيه ببساطة ويدافع عنه بهدوء بطريقة وديعة كما يقول الكتاب د«فى وداعة الحكمة»»«يع 13:3 » حتى إن كان ينبه محاوره إلى خطأ! إنه يسيطي في التعامل لا عنده دهاء ولا مكر ولا خبث. ولايظهر غير ما يبطن ولا نعنى بكلمة«بسيط»دأنه إنسان ساذج!كلا بل يكون فى منتهى الحكمة ولكنه فى بساطته لايعقد الأهور وهو لايلف ولايدور فى حديثه ولا يدبر خططأ ضدك. بل هو صريح ومريح يمكنك أن مثق به وتطمئن إليه. ورقيق فى معاملته ولايخدش شعور من يتحاور معه إذا أخطأ.. بل هو حلو الطبع ،دمث الخلق حسن المعاملة لذلك تجده محبوبأ من الكل كإنسان طيب.. «وللبحث بقية» | |
|