Ghada فنانـــــة المنتــــدى
عدد الرسائل : 16804 تاريخ التسجيل : 21/04/2007
| موضوع: حياة التواضع والوداعة 12 الأحد 28 أغسطس 2011 - 1:22 | |
| حياة التواضع والوداعة12 الكبرياء والعظمة"ج" بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث
جريدة وطنى عدد الاحد 28-8-2011
كثيرون أحسن الله إليهم,فتكبروا...
احتمال الكرامة أصعب من احتمال الإهانة
التجارب تحيط بأصحاب المواهب,لتحميهم من الكبرياء
هناك ثلاثة أنواع من العجرفة تصيب المتكبرين..
إن الذي يظن في نفسه أنه شيء يكبر في عيني نفسه ويريد أن يكبر في أعين الناس.وربما يكبر في علاقته مع الله,ويقع بذلك في التجديف!كما حدث مع الشيطان وكثير من الملحدين. وهذه هي العجرفة.. ويقسمها البعض إلي ثلاثة أنواع: عجرفة علمانية,وعجرفة رهبانية,وعجرفة في العقيدة واللاهوتيات. 0 العجرفة العلمانية:هي أن ينتفخ الإنسان من الداخل وتظهر الكبرياء في نظراته وفي مشيته وجلوسه وفي مظهره الخارجي وفي أسلوب كلامه..يمشي في خيلاء وعظمة ويتخذ مظهرا أرستقراطيا في كل تعاملاته.. 0أما العجرفة الرهبانية فتظهر في الافتخار بالصمت والوحدة ولبس الخيش كل ذلك من الخارج دون التدريب في الداخل علي نقاوة القلب والفكر وممارسة ثمر الروحغل5:23,22ومثل هذا الراهب يتعالي علي زملائه الرهبان ويحتقر وينتقد الذين ليسوا في نسكه ووحدته. 0أما العجرفة في مجال العقيدة واللاهوتيات فتظهر في الذين يسعون إلي التكلم بألسنة ويقولون إنها علامة الملء بالروح..ويتحدثون عن اختباراتهم علنا ومن فوق المنابر ويدعون منح الروح القدس بوضع أيديهم علي الناس ويقولون إن الشيطان تحت أقدامهم يدوسونه بأرجلهم..! وقد يدعي بعضهم المعرفة اللاهوتية وإنه يأتي فيها بجديد لم يدركه غيره فيقع بذلك في البدعة والهرطقة..! العجيب أن كثيرا من الذين تكبروا أو غالبية الذين تكبروا كانوا من الذين قد أحسن الله إليهم أو وهبهم إحدي المواهب. إنسان يمنحه الله ذكاد أو لونا من الفن فينتفخ بسبب ذكائه أو فنه.. وآخر يمنحه الله طاقة أو قدرة علي العمل فتكبر بسبب قدرته.. وثالث يمنحه الله غني فينتفخ بسبب غناه.. أو يسمح الله لإنسان أن يتولي منصبا عاليا أو وظيفة مرموقة فيرتفع قلبه بسبب مركزه أو وظيفته وإذا به ينظر إلي الناس من فوق أو يتجاهل أصدقاءه القدامي كما قال الشاعر: لما صديقي صار من أهل الغني...أيقنت أني قد فقدت صديقي. أمثال هؤلاء لم يحتملوا كرامة المركز والغني ولا كرامة الذكاء والطاقة وكما قال القديس أنطونيوس الكبير في ذلك: هناك من يستطيعون أن يحتملوا الإهانة ولايحتملون الكرامة لأن احتمال الكرامة أصعب من احتمال الإهانة. لأن كثيرين ممن نالوا كرامة انتفخوا وارتفع قلبهم من الداخل وفقدوا الاتضاع والوداعة ومثلهم أيضا من نالوا مواهب عقلية أو فنية أو حتي مواهب روحية دفعهم ذلك إلي الكبرياء أو علي الأقل إلي الإعجاب بالنفس!حتي تلاميذ المسيح أنفسهم أدركهم الإعجاب بالنفس لما خضعت لهم الشياطين بالموهبة التي منحها الرب إياها وقالوا له وهم فرحون يارب حتي الشياطين تخضع لنا باسمكفقال لهملاتفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري أن أسماءكم قد كتبت في السمواتلو10:17.20.
و,لأجل هذا قال أحد الآباد: إذا منحك الله موهبة أطلب منه أن يهبك تواضعا ليحميها وإلا فليأخذها منك. وذلك حتي لايرتفع قلبك بسبب الموهبة فتسقط... حقا إن المتواضعين فقط هم الذين يأتمنهم الرب علي مواهبه كما قيل في الكتابأما المتواضعون فيعطيهم نعمةيع4:6أم3:34. لهذا اختارالرب أكثر العذراوات أيضا لكي يتجسد منها وتستطيع بتواضعها أن تحتمل هذه الكرامة العظيمة. هذه التي قالت لها القديسة اليصابات من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليلو1:43ومع إنها أم الرب إلا إنها قالت للملاك المبشر لها هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولكلو1:38حقا إن القديرنظر إلي اتضاع أمتهلو1:48. وهكذا باتضاعها احتملت حلول الروح عليها وعمله فيها واحتملت أن تحوي جمر اللاهوت داخلها واحتملت الرؤي والملائكة وكل المعجزات التي صاحبت ميلاد الرب منها.. ولم تتحدث كثيرا عن كل تلك الأمجاد بل قيل عنها إنها كانتتحفظ جميع هذه الأمور في قلبهالو2:51 وهكذا تلاميذ الرب اختارهم من بين فئات متواضعة: فقيل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء واختار الله أدنياء العالم والمزدري وغير الموجود ليبطل الموجود لكي لايفتخر كل ذي جسد أمامه 1كو1:27-29واختار موسي الأغلف الشفتينخر6:30العارف بضعفه الذي قال للرب-حينما دعاه-لست أنا صاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمس ولا من حين كلمت عبدك بل أنا ثقيل الفم واللسانخر4:10 هذا العاجز عن الكلام دعاه لكي يكون كليم الله وصاحب المعجزات! التجارب والمواهب والذين منحهم الرب مواهب سمح لهم بالتجارب لتحميهم من الكبرياء
0لنأخذ بولس الرسول كمثال: كان صاحب رؤي كثيرة.. رأي الرب حينما عاتبه ودعاه وهو في طريق دمشقأع9وظهر له الرب أيضا في كورنثوس في رؤيا بالليل وقال لهلاتخف بل تكلم ولا تسكت لأني أنا معك,ولايقع بك أحد ليؤذيك لأن لي شعبا كثيرا في هذه المدينةأع18:10,9وظهر له في الهيكل في أورشليم وقال لهاذهب فأني سأرسلك بعيدا إلي الأممأع22:21,17وظهر له الرب مرة أخري وقال لهثق يا بولس لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضاأع23:11بولس هذا الذي تعب في الخدمة أكثر من جميع الرسل1كو15:10والذي كان يتكلم بألسنة أكثر من الجميع 1كو14:18 والذي كان رجل استعلانات يقول أخيرا هذا الذي اختطف إلي السماء الثالثة (2كو 12: 2): ولئلا ارتفع بفرط الاستعلانات, أعطيت شوكة في الجسد, ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع.. (2كو 12: 7). سمح الله للشيطان أن يضرب بولس بشوكة في جسده, لئلا يرتفع. واستمرت هذه الشوكة معه في جسده, تشعره بضعفه, حتي لا يرتفع قلبه من فرط ما وصل إليه من مجد روحي. علي الرغم من أنه تضرع إلي الله ثلاث مرات ليشفيه. ولكن الرب قال له: تكفيك نعمتي (2كو 12: 8, 9). لأن قوة الله تظهر كاملة في ضعف هذا الرسول.. * مثال آخر, هو داود النبي: داود صاحب المزمار والقيثار والعود, الذي له مواهب في الشعر وفي الموسيقي. وهو رجل حرب جبار بأس (1صم 16: 18). هو الذي هزم جليات (1 صم 17). وقبل ذلك قتل الدب والأسد في شجاعة, ولم يخف منهما (1صم17: 35, 36). داود هذا, بما له من موهبة النبوة. وقد صار مسيحا للرب, بعد أن مسحه صموئيل النبي, وحل عليه روح الرب (1صم 16: 13). داود هذا بكل مواهبه, سمح الله أن يقوم ضده شاول الملك بكل عنف, ويذل حياته. ويطارده من برية إلي برية, ويدبر المؤامرات لقتله.. وعاش ذليلا أمام شاول, حتي قال عن نفسه إنه برغوث, وكلب ميت (1صم 24: 14). بل سمح الله أن يسقط داود ويخطئ. فكانت سقطته هذه سبب ذل لنفسه من الداخل, وحياة غارقة في البكاء والدموع, حتي قال: تعبت في تنهدي. في كل ليلة أعوم سريري. بدموعي أبل فراشي (مز6:6). وقال للرب: خير لي يارب أنك أذللتني, لكي أتعلم فرائضك (مز119: 71). نعم, كان خيرا له ذلك الذل الذي عاش فيه, الذي يقيم توازنا في داخله مع مجد النبوة, ورفاهية الملك, وموسيقي الناي والعود..! إنه درس روحي عميق, نتعلمه من هذا المزمور.. أن الله قد سمح بالذل لأحد أبنائه من الأنبياء, لأن ذلك خير له, لكي يتضع قلبه, ولا تحوله الأمجاد المحيطة به إلي الكبرياء.
* مثال ثالث هو أيوب الصديق
سمح له الرب بذل من نوع الآخر, فيه الفقر والمرض وتحقير أصدقائه له.. هذا الذي شهد له الله مرتين أنه كامل ومستقيم (أي1: 8) (أي2: 3). وأنه ليس مثله في الأرض, يتقي الله ويحيد عن الشر. وإلي جوار بره, كانت تحيط به العظمة من كل جانب: كان أعظم كل بني المشرق (أي1: 3). وكان محترما جدا من الناس. رآه الغلمان فاختبأوا, والشيوخ قاموا ووقفوا الأذن سمعت فطوبته, والعين رأت فشهدت له (أي29: 8, 11). أنقذ المسكين والمستغيث واليتيم ولا معين له كان أبا للفقراء, وعيونا للعمي, وأرجلا للعرج (أي29: 12- 16). ولهذا كله سمح الله بتجربة لأيوب. كانت شديدة. ولكنها كانت لازمة له لتنقذه, حتي لا يكون بارا في عيني نفسه (أي32: 1). إن الله يهمه جدا سلامة أولاده من الكبرياء, المهلكة للنفس, لذلك فهو بالتجارب والضيقات, أو بالآلام والأمراض, يحمي نفوسهم حتي لا يضرهم المجد المحيط بهم, أو شعورهم بحياة البر التي يحيونها.
* مثال رابع هو يعقوب أبو الآباء.
هذا الذي أحبه الله قبل أن يولد (رو9: 11- 13). والذي قيل له في بركته كن سيدا لإخوتك, وليسجد لك بنو أمك ليستعبد لك شعوب, وتسجد لك قبائل (تك27: 29). يعقوب هذا الذي ظهر له الله في أعلي سلم منصوبة بين السماء والأرض والملائكة صاعدة ونازلة عليها. وباركه الله وقال له: ها أنا معك, وأحفظك حيثما تذهب.. (تك28: 12- 15). يعقوب هذا الذي جاهد مع الله والناس وقدر (تك32: 28), ومنحه الله البركة, ومنحه اسما جديدا. وقد نظر الله وجها لوجه (تك32: 30).. يعقوب هذا -لكي يشعر بضعفه فلا يتكبر- ضربه الله علي حق فخذه, وخرج من مصارعته مع الله وهو يخمع علي فخذه (تك32: 30). ولعلك تسأل: لماذا يارب تضرب يعقوب علي فخذه, فيعيش كمعوق كل أيام حياته؟ وتكون الإجابة: لأن ذلك نافع له, وأفضل من أن تضربه الكبرياء فيهلك.. ونفس الوضع بالنسبة إلي بولس الرسول: أعطي شوكة في الجسد, لكي لا يرتفع من فرط الإعلانات. وكذلك أيوب الصديق: ضرب بقرح ردئ من باطن قدمه إلي هامته لكي لا يكون بارا في عيني نفسه.. إن الله يهمه بالدرجة الأولي مصير أبنائه في الأبدية فإن كانت الضربات التي تصيبهم علي الأرض نافعة لأبديتهم, إذ توصلهم إلي انسحاق القلب, فلا مانع منها. وفي هذا يقول القديس بولس الرسول: لذلك أسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح, لأني حينما أنا ضعيف, فحينئذ أنا قوي (2 كو12: 10). الضعفات والضيقات تمنح الكبرياء, وتوصل إلي تواضع القلب. وأيضا في هذه الضيقات - إذ يشعر الإنسان بضعفه- يلجأ إلي الله فيأخذ منه قوة. ولهذا قال القديس بولس الرسول: أفتخر بالحري في ضعفاتي, لكي تحل علي قوة المسيح (2كو 12: 9). نكتفي بهذا الآن, لكي نلتقي بنفس الموضوع في العدد المقبل إن أحبت نعمة الرب وعشنا.
| |
|
عروسة النشيد اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 5773 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 27/10/2010
| موضوع: رد: حياة التواضع والوداعة 12 الأحد 28 أغسطس 2011 - 1:46 | |
| | |
|
سارة عضو سوبر
عدد الرسائل : 206 العمر : 26 تاريخ التسجيل : 26/08/2011
| موضوع: رد: حياة التواضع والوداعة 12 الأحد 28 أغسطس 2011 - 4:14 | |
| ميرسى يا غادة وربنا يعوضك | |
|
mifa20014 قلب المنتدى الطيب
عدد الرسائل : 31565 العمر : 52 تاريخ التسجيل : 08/05/2007
| موضوع: رد: حياة التواضع والوداعة 12 الأحد 28 أغسطس 2011 - 14:55 | |
| مرسي جدا يا غادة علي تعبك
ربنا يباركك
| |
|
عفيف اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 1405 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 20/02/2011
| موضوع: رد: حياة التواضع والوداعة 12 الأربعاء 31 أغسطس 2011 - 6:22 | |
| | |
|
حبة حنطة@ عضو سوبر ستار
عدد الرسائل : 632 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 12/01/2011
| موضوع: رد: حياة التواضع والوداعة 12 الجمعة 2 سبتمبر 2011 - 19:45 | |
| شكرا يا غادة ربنا يعوض تعبك
اية الكرم دة كلة يا استاذ عفيف | |
|