عروسة النشيد اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 5773 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 27/10/2010
| موضوع: حياة التواضع والوداعة27 الأحد 11 ديسمبر 2011 - 22:05 | |
| حياة التواضع والوداعة27 احترام الآخرين جـ بقلم قداسة البابا شنودة الثالث هل يليق بالمتواضع أن يوبخ وينتهر وأن يؤدب ؟ متي يكون ذلك؟ وكيف؟
إن احترام الكبار واجب,تدرب الكثيرون عليه,أما احترام الكبير للصغير فهو تواضع من الكبير ونبل منه. إن الله-تبارك اسمه- هو المثل الأعلي في التواضع وقدوتنا في كل تصرف وفي هذه النقطة بالذات,لانقول إنه يحترم عبيده مخلوقاته فربما هذا التعبير غير مقبول لاهوتيا وإنما نقول:إنه في معاملته لهم يحتفظ لهم بكرامتهم, ويرفع من قدرهم, ويعطيهم احتراما في نظر الآخرين ولايدعوهم عبيدا بل أصدقاءيو15:15 ولا يتخطي وكلاءه كما قال للأبرص بعد أن شفاهاذهب أر نفسك للكاهنمت8:4.
وعجيب أن الله-في بعض الأحيان-يعرض قراراته علي بعض عبيده أو وكلائه قبل تنفيذها ويأخذ رأيهم وينفذه! 0 مثال ذلك قبل أن يحرق سادوم قال:هل أخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله؟!تك18:17وعرض الأمر عليه وقبل أن يقول له إبراهيم :أديان الأرض كلها لايصنع عدلا!أتهلك البار مع الأثيم؟فيكون البار كالأثيم!حاشاتك18:25وفي اتضاع شديد يدخل الرب في حوار مع إبراهيم ويقبل فكره نقطة نقطة إلي أن يصل إلي المستوي الذي إن وجد عشرة أبرار في المدينة لايهلك المدينة من أجل العشرةتك18:32 0 مثال آخر إنه لما عبد بنو إسرائيل العجل الذهبي وأراد الرب إفناءهم نراه يكلم موسي أولا ويقول لهاتركني لأفني هذا الشعب...خر23كما لو كان موسي ممسكا به فلا يفعل إن لم يتركه موسي يفعل!! ورفض موسي أن يترك الرب يفني الشعب وشرح وجهة نظره وقال له في جرأة أو في دالةارجع يارب عن حمو غضبك واندم عن الشرخر32:12. والعجيب هنا في تواضع الرب أنه استجاب لموسي فيما طلبه وهكذا يقول الكتاب:فرجع الرب عن حمو غضبه وندم علي الشرخر32 0 الله أيضا في إكرامه لداود النبي-حتي بعد موته-لما خطأ إليه سليمان بن داود خطية كبيرة وأوقع عليه عقوبة لم يشأ أن تكون تلك العقوبة في أيام داود وإنما بعده قائلامن أجل داود عبدي..1مل11:13,12. 0 ونجد في قصة الابن الضاللوقا15مثالا آخر من تواضع الآب السماوي:
أتاه الابن نادما ومنسحقا يقول لهأخطأت إلي السماوات وقدامك ولست مستحقا أن أدعي لك ابنا..ولكن الأب من حنوه وحرصه علي أن يحفظ كرامة ابنه منعه في حنوه أن يكمل انسحاقه بعبارةاجعلني كأحد أجرائكالتي كان قد عزم أن يقولهالو15:21,19بل بالأكثر أكرمه ورفع شأنه جدا في توبته وأمر أن يذبحوا له العجل المسمن وأن يضعوا خاتما في يده... وأيضا الابن الكبير لما رفض أن يحضر الوليمة التي صنعت لأخيه لم يهمله الأب بل خرج إليه ليصالحه ولما اشتط هذا الابن في الكلام وتطاول علي أبيه قائلاها أنا أخدمك سنين هذا عددها ولم تعطني قط جديا لأفرح مع أصدقائي ولما جاء ابنك هذا الذي صرف معيشتك علي الزواني ذبحت له العجل المسمن!...لم يرد الأب علي تطاول ابنه وغضبه بل قال له في اتضاع:يا ابني أنت معي وكل مالي فهو لك.ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن أخاك هذا كان ضالا فوجد وكان ميتا فعاشلو15:28-32 0 نلمح اتضاع الكبار أيضا في سير الآباء وأقوالهم:
نري ذلك في اتضاع القديس أوغسطينوس في صلاته لأجل شعبه إذ يقولأطلب إليك يارب من أجل سادتي عبيدك فيعتبرهم سادته!ويقول:أنا بالنسبة إليهم راع لهم.ولكنني أمامك-معهم-خروف في قطيعك:تراعاني وترعاهم...وهكذا-علي هذا النمط-فإن بعض الآباء الأساقفة في اتضاعهم يقول كل منهم عن نفسهخادم إيبارشيةكذا.. 0 ويقول الآباء في بستان الرهبان:ليكن كل إنسان كبيرا في عينيكأطلب بركة كل أحداجعل كل أحد يباركك. 0ويقول الرسولمقدمين بعضكم بعضا في الكرامةرو12:10. 0 وأتذكر أن كاهنا جديدا قد رسم وكان من تلامذتي في الإكليريكية-وطلب مني نصيحةوكان ذلك منذ حوالي أربعين عامافقلت له: كن ابنا وسط إخوتك وأخا وسط أولادك
أي وسط اخوته الكهنة يكون كابن لهم ولايظن أنه-بالسيامة-قد صار مثلهم أما أبناؤه العلمانيون فليتصرف معهم كأخ لهم. 0 ومن أمثلة الكبار الذين يرفعون من قدر أبنائهم:القديس بولس الرسول: 0 ويظهر هذا في رسالته إلي فليمون من أجل عبده أنسيموس. فعلي الرغم من أن فليمون كان أحد تلاميذه إلا أنه كان يكلمه برجاء وباحترام ومع أن انسيموس كان عبدا, إلا أن بولس الرسول يذكره بتوقير شديد فيقول لفليمون:
أطلب إليك لأجل ابني انسيموس الذي ولدته في قيودي...الذي هو أحشائي.. الذي كنت أشاء أن أمسكه عندي لكي يخدمني عوضا عنك في قيود الإنجيل ولكن بدون رأيك لم أرد أن أفعل شيئالا كعبد في ما بعد بل أفضل من عبد:أخا محبوبا ولاسيما إليثم يقول لفليمون أيضاإن كنت تحسبني شريكا فاقبله نظيري ثم أن كان ظلمك بشيء أو لك عليه دين فاحسب ذلك علي...أنا أوفي...أرح أحشائي في الربفل10:20. إنه أدب عجيب في التخاطب يصدر من رسول قديس ومعلم كبير لتلميذه يقول لهإن كنت تحسبني شريكاويرجوه قائلالم أرد أن أفعل شيئا بدون رأيكويقول عن العبداقبله نظيريلا كعبد بل أخا محبوباويقول عنهابنيأحشائي أليس هذا درسا لنا في احترام الصغار؟! 0 وبنفس الأسلوب في توقير تلاميذه يكتب في آخر رسالة إلي رومية:
فيقول عن أكيلا وبريسكلااللذين لست أنا وحدي أشكرهما بل أيضا جميع كنائس الأممويقولسلموا علي أندرونيكوس ويونياساللذين هما مشهوران بين الرسل وقد كان في المسيح قبليرو16:7بينما كثيرون جدا من المسيحيين لايعرفون عنهما شيئا ويقول أيضاسلموا علي روفس المختار في الرب وعلي أميرو16:13وفي إرسال سلامه يسجل تعب العاملين معه في الخدمة ومن أولئك يذكرتريفينا وتريفوسا التاعبتين في الربوبرسيس المحبوبة التي تعبت كثيرا في الربرو16:12بل في المقدمة وقبل الكل يذكر فيبي خادمة الكنيسة التي في كنخرياكي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسينرو16:1إنه يمتدح تلاميذه ويرفع ذكرهم ويقول مثلا سلموا علي أبلس المزكي في المسيحرو16:10وأبينتوس حبيبي الذي هو باكورة أخائيه للمسيحرو16:5. بعد كل ما ذكرناه من التواضع في معاملة الصغار نسأل:
هل يمكن للمتضع أن ينتهر ويوبخ ويعاقب؟ 0 نعم يمكن هذا, فإن القديس بولس قد وبخ وعاتب وبخ أهل غلاطية مثلا وقال لهمأهكذا أنتم أغبياء أبعد ما ابتدأتم بالروح تكملون بالجسد؟!غل3:3وقال لتلميذه تيموثاوس الأسقف:وبخ.. انتهر عظ.. بكل أناة وتعليم2تي 4:2وقد عاقب خاطيء كورنثوس وأمر أن يسلم مثل هذا للشيطان لإهلاكه الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب1كو5:5وأمر أهل كورنثوس قائلااعزلوا الخبيث من بينكم1كو5:13. والقديس بولس وبخ القديس بطرس أيضا قائلا لهإن كنت وأنت يهودي تعيش أمميا فلماذا تلزم الأمم أن يتهودواغل2:14. ومع كل ذلك كان القديس بولس متواضعا ويكفي قوله عن ظهورات السيد المسيح بعد القيامةوآخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا لأني أصغر الرسل أنا الذي لست أهلا لأن أدعي رسولا لأني اضطهدت كنيسة الله1كو15:9,8. 0 والقديس يوحنا المعمدان وبخ الفريسيين والصدوقيين الآتين إلي معموديته.
وقال لهميا أولاد الأفاعي من أمركم أن تهربوا من الغضب الآتي.فاصنعوا ثمارا تليق بالتوبة ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أبا..مت13:8,7ولاينكر أحد تواضع القديس يوحنا المعمدان. 0 وإيليا النبي وبخ آخاب الملك لسيره وراء البعليم1مل18:18. وعاقب أنبياء البعل والسواري1مل18:40كما عاقب قائدي الخمسين الأول والثاني2مل1:12,10 0 ويعقوب أبو الآباء وبخ ابنيه قائلاشمعون ولاوي أخوان.. آلات ظلم سيوفهما في مجلسهما لاتدخل نفسي بمجمعهما لاتتحد كرامتي..تك48:6,5.
وكثير من الأنبياء وبخوا أفرادا وجماعات بل أرسلهم الله ليوبخوا. 0بل السيد المسيح نفسه انتهر ووبخ وهو الوديع المتواضع القلبمت11:29. وبخ المدن التي صنعت فيها أكثر قواته لأنها لم تتبمت11:20وقال ويل لك يا كوزين ويل لك يا بيت صيدا...وأنت يا كفر ناحوم المرتفعة إلي السماء ستهبطين إلي الهاوية...مت11:43,21وبخ الكتبة والفريسيين المرائينمت23...وبخ تلميذه بطرس الرسول قائلا لهاذهب عني يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لاتهتم بما لله لكن بما للناسمت16:23. وانتهر تلميذيه يعقوب ويوحنا لما طلبا منه أن تنزل نار وتحرق إحدي مدن السامرة وقال لهما:لستما تعلمان من أي روح أنتما لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلصلو9:55. 0 والأمثلة كثيرة.. ولكن فلنناقش موضوع التوبيخ ومدي تمشيه مع التواضع. أولا: ممن يصدر؟وهل الذي يوبخ وينتهر له سلطان أن يوبخ؟ هل كل إنسان له سلطان الرب في التوبيخ؟!أو له سلطان القديس يوحنا المعمدان أو القديس بولس الرسول أو القديس تيموثاوس الأسقف.
وهل هذا التوبيخ أو الانتهار هو في حدود مسئوليتهم مثلما في مسئولية الأب أن يوبخ ابنه ويؤدبه كما قال الكتابأي ابن لايؤدبه أبوه؟!عب12:7أو هل له مسئولية المعلم في تأديب تلاميذه؟أو مسئولية كل صاحب منصب في تأديب مرؤوسيه أو توبيخهم حتي لا يدفعهم التهاون إلي الاستهتار. وما أعمق قول الآباء في البستانأدبوا الأحداث قبل أن يؤدبوكم. ثانيا: ماهو الأسلوب الذي يتبعه المتواضع في التوبيخ وفي التأديب؟ البعض يوبخ في شدة وفي قسوة وفي غير احترام للناس ويظن أن في ذلك فضيلة ناسيا كيف كان القديس بولس يوبخ, هذا الذي قال لتلميذه تيموثاوسعظ وبخ انتهر.
إنه يقول لشيوخ أفسسثلاث سنين... لم أفتر أن أنذر بدموع كل أحدأع20:31كان ينذر بدموع في تواضع وحب-وليس في تسلط. يقول أيضاأطلب إليكم بوداعة المسيح وحلمه أنا نفسي بولس الذي في الحضرة ذليل وأما في الغيبة فمتجاسر عليكم2كو10:1. لاحظوا أنه يقول عن نفسهفي الحضرة ذليللذلك يتشجع بالكتابة ويحسب نفسه أنه متجاسر عليهم!!هذا هو أسلوب الشخص المتواضع حينما يوبخ لا بروح التعالي ولا بقسوة الأسلوب ولا بالصوت العالي المتسلط...وإنما بأسلوب الذي يحس بالخشبة في عينه حينما يخرج القذي من عين أخيه...
إنه أسلوب من يطلب حق الله من نفسه أولا قبل أن يطلب حق الله من الآخرين فيوبخ في وداعة المسيح وحلمه. إني أعجب لهؤلاء الذين لايرون السيد المسيح إلا ممسكا بالسوط!ولا يسمعونه إلا في عبارةويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون كما لو كانت حياة المسيح هي هذه فقط!!
إن السيد المسيح عامل الكتبة والفريسيين بكل لطف وبكل احتمال دون أن يرد عليهم بل كان يزورهم وبكل وداعة وحلم يحاورهم محاولا إقناعهم أما صبه الويلات عليهم فكان في الأسبوع الأخير بالذات حينما أراد أن يمهد الطريق لإلغاء تلك القيادات قبل صلبه حتي لاتسيطر علي الكنيسة الجديدة التي سيؤسسها بدمه لذلك كشف رياءهم في الأسبوع الأخير بعد طول صبر..وليس هم فقط بل أيضا الصدوقيين والناموسيينمت22 والكهنةمت21. فهل أنت في نفس موقف المسيح؟وهل لك سلطانه؟!وهل لك وداعته وحلمه؟أم أنك توبخ في غير اتضاع؟...
| |
|
عفيف اصدقاء المنتدى
عدد الرسائل : 1405 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 20/02/2011
| موضوع: رد: حياة التواضع والوداعة27 الثلاثاء 13 ديسمبر 2011 - 4:09 | |
| مع حضرتك ايتها الاخت الفاضلة ........................ولكن الم يلغ الرب قيادة هؤلاء المتمردين على سلطان محبته ..............الذين صرخوا الى بيلاطس : أصلبه ..اصلبه ....دمه علينا وعلى اولادنا .......برغم كل المعجزات التى صنعها الرب بينهم .......ومازالت القصة مستمرة .......والرافضون يتكاثرون .....ومازالوا يصلبون ولا يتركون الامر لبيلاطس تعجلا منهم لسبب جحيم الرغبات ..........!!!!!كل اسبوع وانتم فى نمو وارتياح وشبع بالرب | |
|